الآية ٣٤ من "التوبة" عن الأحبار والرهبان: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾، وقوله جَلَّتْ قدرته في الآية ١١ من سورة "الجمعة" مخاطباً رسوله عليه السلام بشأن بعض المسلمين ممن تركوا خطبة الجمعة عند ورود قافلة التجارة التي كانوا ينتظرونها: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾. ومغزى إفراد الضمير في الآية التي اعترض عليها الجاهل هو أن رضا الرسول متضمَّت في رضا الله لأنه عليه السلام إنما ينطق عن وحي السماء. وفي هذا تنبيه إلى أن رضاه - ﷺ - من الأهمية بمكان، فكأن الذي يعصيه ويُعْضِبه قد عصى الله ذاته وأغضبه.
* * *
٢٥- ونأتي إلى آخر الشُّبه الموجودة في فصل الكتاب الخامس المسمَّى "أسئلة لغوية"، وهي تتعلق بجمع كلمة "قلب" في قوله عز شأنه يخاطب عائشة وحفصة - رضي الله عنهما - وأرضاهما حينما زادت غيرتهما على رسول الله إلى الحد الذي ضايقه: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾، إذ يتساءل هذا العبقري: "لماذا لم يقل: "صغا قلباكما" بدل ﴿صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ إذ إنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟ " (ص ١١٢). ما كل هذه العبقرية؟ لقد اكتشف نياقته ما