وللمرأة ردفان اثنان، لكن الشاعر استخدام صيغة الجمع. ويقول بشامة بن الغدير في ناقته:
كأن يديها إذا أَرْقَلَتْ
وقد جُرْنَ ثم اهتدين السبيلاً
بدا غانمٍ خَرً في غمرةٍ
قج ادركه الموت إلا قليلاً
حيث جعل الضمير العائد على "اليدين" ضمير جمع، وهو نون النسوة. وعلى العكس من ذلك يقول امرؤ القيس: "ففاضت دموع العين مني صبابةً" رغم إنه بكلا بعينه الاثنتين ى بعين واحدة. ويقول بشر بن أبي خازم في حبيبته إنها "رَياً المعصم" مع أن لها معصمين اثنين لا معصماً واحداً. وبالمثل يصف عمرو بن كلثوم امرأة فيقول إنها "تُريك... ثَدْياً مثل حُقّ العاج" بدلاً من "ثديين". كما يقول بشامة إن من ينظر إلى ناقته يرى لها "يداً سُرُحاً" بصيغة المفرد... إلخ، وهو كثير. ثم ماذا نقول لتوفيق الحكيم، وقد ألف مسرحية عنوانها "الأيدي الناعمة" تتحدث عن رجل أرستقراطي لا يحب أن يشتغل بيديه كبقية خلق الله، لكن الحكيم جعل له "أَيْدِياً" لا "يدين"؟ ومذا نقول أيضاً لمحمود تيمور، الذي سمّى قصه من قصصه: "شفاه غليظة" رغم إنه إنما يقصد شفتى فتاة واحدة ليس إلا؟ أنقول لهما: أخطأت يا توفيق الحكيم أنت
الصفحة التالية