[سورة البقرة (٢) : آية ٢٠]
يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠)قوله تعالى: يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ، يكاد بمعنى: يقارب، وهي كلمة إذا أثبتت انتفى الفعل، وإذا نفيت ثبت الفعل. وسئل بعض المتأخرين فقيل له:
أنحوي هذا العصر ما هي كلمة | جرت بلسانيْ جرهم وثمود |
إذا نفيت والله يشهد أثبتت | وإن أثبتت قامت مقام جحود |
ولو أن لقمان الحكيم تعرضت | لعينيه ميّ سافراً كاد يَبرَق |
اذا غيَّر النأي المحبين لم يكد | رسيس الهوى من حبِّ ميَّة يبرح «٦» |
قوله تعالى: يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ. قرأ الجمهور «يخطف» بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الطاء، وقرأَ أبان بن تغلب، وأبان بن يزيد كلاهما عن عاصم، بفتح الياء وسكون الخاء وكسر الطاء مخففاً.
ورواه الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الطاء، وهي قراءة الحسن كذلك، إلا أنه كسر الياء. وعنه: فتح الياء والخاء مع كسر الطاء المشددة.
ومعنى «يخطف» : يستلب، وأصل الاختطاف: الاستلاب، ويقال لما يخرج به الدلو: خطاف، لأنه يختطف ما علق به. قال النابغة:
خطاطيف حجْنٍ في حبالٍ متينة | تمُدُّ بها أيدٍ إِليك نوازع |
قوله تعالى: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ. قال الزجاج: يقال: ضاء الشيء يضوء، وأضاء يضيء، وهذه اللغة الثانية هي المختارة.
فصل: واختلف العلماء ما الذي يشبه الرعد مما يتعلق بأحوال المنافقين على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه التخويف الذي في القرآن، قاله ابن عباس. والثاني: أنه ما يخافون أن يصيبهم من المصائب
(١) النساء: ٧٨.
(٢) النور: ٤٠.
(٣) الزخرف: ٥٢.
(٤) النور: ٤٣. [.....]
(٥) النور: ٣٥.
(٦) النأي: البعد والمفارقة. والرسيس: الشيء الثابت وابتداء الحب.
(٢) النور: ٤٠.
(٣) الزخرف: ٥٢.
(٤) النور: ٤٣. [.....]
(٥) النور: ٣٥.
(٦) النأي: البعد والمفارقة. والرسيس: الشيء الثابت وابتداء الحب.