[سورة التوبة (٩) : آية ٥٣]
قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ (٥٣)قوله تعالى: أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً.
(٧٠٨) سبب نزولها أن الجدّ بن قيس قال للنبي ﷺ لما عرض عليه غزو الروم: إذا رأيت النساء افتتنت ولكن هذا مالي أعينك به، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
قال الزجاج: وهذا لفظ أمر، ومعناه معنى الشرط والجزاء، المعنى: إن أنفقتم طائعين أو مكرهين لن يُتقبَّل منكم. ومثله في الشعر قول كثيِّر:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومةً | لَدينا ولا مَقْلِيَّةً إن تَقَلَّتِ «١» |
[سورة التوبة (٩) : آية ٥٤]
وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ (٥٤)
قوله تعالى: وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: «تقبل» بالتاء: وقرأ حمزة، والكسائيّ: «يقبل» بالياء. وقال أبو علي: من أنَّث، فلأن الفعل مسند إلى مؤنَّث في اللفظ ومن قرأ بالياء، فلأنه ليس بتأنيث حقيقي، فجاز تذكيره كقوله تعالى:
فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ «٣». وقرأ الجحدري: «أن يَقبل» بياء مفتوحة، «نفقاتِهم» بكسر التاء. وقرأ الأعمش: «نفقتهم» بغير ألف، مرفوعة التاء. وقرأ أبو مجلز، وأبو رجاء: «أن يَقبل» بالياء «نفقتهم» بنصب التاء على التوحيد.
قوله تعالى: إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ قال ابن الانباري: «أن» هاهنا مفتوحة، لأنها بتأويل المصدر مرتفعة ب «منعهم»، والتقدير: وما منعهم قبول النفقة منهم إلا كفرهم بالله.
قوله تعالى: إِلَّا وَهُمْ كُسالى قد شرحناه في سورة (النساء) «٤».
قوله تعالى: وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ لأنهم يعدُّون الإنفاق مغرماً.
[سورة التوبة (٩) : آية ٥٥]
فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٥٥)
قوله تعالى: فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ أي: لا تستحسن ما أنعمنا به عليهم من الأموال والأولاد.
ضعيف. أخرجه الطبري ١٦٨١٨ عن ابن عباس، وإسناده ضعيف، ابن جريج لم يسمع ابن عباس.
__________
(١) البيت منسوب إلى كثير عزة، ديوانه: ١/ ٥٣. يقال قلاه: قلاه يقليه قلى كرهه وأبغضه، تقلى تبغض.
(٢) سورة التوبة: ٨٠.
(٣) سورة البقرة: ٢٧٥.
(٤) سورة النساء: ١٤٢.
__________
(١) البيت منسوب إلى كثير عزة، ديوانه: ١/ ٥٣. يقال قلاه: قلاه يقليه قلى كرهه وأبغضه، تقلى تبغض.
(٢) سورة التوبة: ٨٠.
(٣) سورة البقرة: ٢٧٥.
(٤) سورة النساء: ١٤٢.