عليها. ٥- والخاتم بمنزلة الطّابع. وإنما أراد: أنه أقفل عليها وأغلقها، فليست تعي خيرا ولا تسمعه. وأصل هذا: أن كلّ شيء ختمته، فقد سددته وربطته.
ثم قال عز وجل: وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ابتداء. وتمام الكلام الأول عند قوله: وَعَلى سَمْعِهِمْ.
والغشاوة: الغطاء. ومنه يقال: غشّه بثوب، أي: غطّه. ومنه قيل:
عاشية السّرج، لأنها غطاء له. ومثله قوله: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ [سورة الأعراف آية ٤١].
٩- وقوله: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا، وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ، يريد: إنهم يخادعون المؤمنين بالله فإذا خادعوا المؤمنين: فكأنهم خادعوا الله. وخداعهم إيّاهم، قولهم لهم إذا لقولهم: قالوا: آمَنَّا، وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ. أي: مردتهم، قالوا: إِنَّا مَعَكُمْ، إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ. [سورة البقرة آية ١٤]. وما يخادعون إلّا أنفسهم: لأن وبال هذه الخديعة وعاقبتها راجعة عليهم، وهم لا يشعرون.
١٠- فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي: شك ونفاق. ومنه يقال: فلان يمرّض في الوعد وفي القول، إذا كان لا يصححه، ولا يؤكده.
١٣- وَإِذا قِيلَ لَهُمْ: آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ يعني: المسلمين، قالُوا: أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ؟! أي: الجهلة ومنه يقال: سفه فلان رأيه، إذا جهله. ومنه قيل [للبذاء] سفه، لأنه جهل.
١٥- اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. [سورة التوبة آية]، أي يجازيهم جزاء الاستهزاء جزاء النسيان. وقد ذكرت هذا وأمثاله في كتاب «المشكل».