(٢٨)
(٢٨) غ ول [غول]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا فِيها غَوْلٌ «١».
قال: يقول ليس فيها نتن «٢» ولا كراهية كخمر الدنيا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «٣» وهو يقول:
ربّ كأس شربت لا غول فيها | وسقيت النّديم منها مزاجا «٤» |
(١) سورة الصافات، الآية: ٤٧.
(٢) النتن: الرائحة الكريهة.
(٣) امرؤ القيس: بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار. أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، ولد بنجد سنة (١٣٠) ق. هـ الموافق سنة (٤٩٧) م. اشتهر بلقبه واختلف المؤرخون في اسمه. فقيل حندج وقيل مليكة وقيل عدي. كان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر، فلقنه المهلهل الشعر فقاله وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى (دمّون) بحضرموت موطن آبائه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره، فأقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغ ذلك امرأ القيس وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا! اليوم خمر وغدا أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد. وقال في ذلك شعرا كثيرا. وكانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار، فأوعزت إلى المنذر ملك العراق، بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد، وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل فأجاره، فمكث عنده مدة، ثم رأى أن يستعين بالروم على الفرس، فقصد الحارث بن أبي أشمر الغساني والي بادية الشام، فسيّره هذا إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية، فوعده ومطله، ثم ولاه إمرة فلسطين ولقبه فيلارق أي الوالي، فرحل يريدها فلما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام إلى أن مات في أنقرة سنة (٨٠) ق. هـ الموافق (٥٤٥) م. (انظر: الأعلام: ٢/ ١١). [.....]
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١/ صفحة ١٢٢. ولم يرد البيت في الديوان.
(٢) النتن: الرائحة الكريهة.
(٣) امرؤ القيس: بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار. أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، ولد بنجد سنة (١٣٠) ق. هـ الموافق سنة (٤٩٧) م. اشتهر بلقبه واختلف المؤرخون في اسمه. فقيل حندج وقيل مليكة وقيل عدي. كان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر، فلقنه المهلهل الشعر فقاله وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى (دمّون) بحضرموت موطن آبائه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره، فأقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغ ذلك امرأ القيس وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا! اليوم خمر وغدا أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد. وقال في ذلك شعرا كثيرا. وكانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار، فأوعزت إلى المنذر ملك العراق، بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد، وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل فأجاره، فمكث عنده مدة، ثم رأى أن يستعين بالروم على الفرس، فقصد الحارث بن أبي أشمر الغساني والي بادية الشام، فسيّره هذا إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية، فوعده ومطله، ثم ولاه إمرة فلسطين ولقبه فيلارق أي الوالي، فرحل يريدها فلما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام إلى أن مات في أنقرة سنة (٨٠) ق. هـ الموافق (٥٤٥) م. (انظر: الأعلام: ٢/ ١١). [.....]
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١/ صفحة ١٢٢. ولم يرد البيت في الديوان.