قوله جل ذكره:
[سورة آل عمران (٣) : آية ٦٤]
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)
الآية هى كلمة التوحيد وإفراد الحق سبحانه فى إنشاء الأشياء بالشهود.
وقوله: «أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ» : لا تطالع بسرّك مخلوقا. وكما لا يكون غيره معبودك فينبغى ألا يكون غيره مقصودك ولا مشهودك، وهذا هو اتّقاء الشرك، وأنت أول الأغيار الذين يجب ألا تشهدهم.
«وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً» ويظهر صدق هذا بترك المدح والذم لهم.
ونفى الشكوى والشك عنهم، وتنظيف السر عن حسبان ذرة من المحو والإثبات منهم قال صلّى الله عليه وسلّم «أصدق كلمة قالتها العرب قول لبيد».
ألا كلّ شىء ما خلا الله باطل | وكل نعيم لا محالة زائل «١» |
والإشارة من هذه الآية أيضا فى قوله جل ذكره:
[سورة آل عمران (٣) : آية ٦٥]
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٥)
... الآية.
ضرب على خليله- صلوات الله- نقاب الضنّة وحجاب الغيرة، فقطع سببه عن جميعهم بعد ادّعاء الكل فيه، وحكم بتعارض شبهاتهم، وكيف يكون إبراهيم- عليه السّلام- على دين من أتى بعده؟! إن هذا تناقض من الظن.
ثم قال:
[سورة آل عمران (٣) : آية ٦٦]
ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٦٦)
(٢) المقصود من (المعاني) هنا كل ما تميل إليه النفس، والنفس محل المعلولات.