محبتهم، وأسرار الموحّدين قرار مشاهدتهم «١»، فى أسرارهم أنوار الوصلة وعيون القربة، وبها يسكن ظلما اشتياقهم وهيجان قلقهم واحتراقهم.
«وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ» من الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة.
ويقال «جَعَلَ لَها رَواسِيَ» اليقين والتوكل.
ويقال الرواسي في الأرض الأبدال والأولياء والأوتاد «٢» بهم يديم إمساك الأرض، وببركاتهم يدفع عن أهلها البلاء.
ويقال الرواسي هم الأئمة الذين يهدون المسترشدين إلى الله.
قوله جل ذكره: «وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ».
«جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً» بين القلب والنفس لئلا يغلب أحدهما صاحبه.
ويقال بين العبودية وأحكامها، والحقيقة وأحكامها، فلو غلبت العبودية كانت جحدا للحقيقة، ولو غلبت الحقيقة العبودية كانت طيّا للشريعة.
ويقال: ألسنة المريدين مقرّ ذكره، وأسماعهم محلّ الإدراك الموصّل إلى الفهم، والعيون مقر الاعتبار.
قوله جل ذكره:
[سورة النمل (٢٧) : آية ٦٢]
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٦٢)
فصل بين الإجابة وبين كشف السوء فالإجابة بالقول والكشف بالطّول، الإجابة بالكلام والكشف بالإنعام. ودعاء المضطر لا حجاب له، وكذلك دعاء المظلوم» ولكن لكلّ أجل كتاب».
(٢) جاء في حلية الأولياء (ح ٨ ص ٣٦٧) حديث عن النبي (ص) :«خيار أمتى في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأبدال، كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم).
ويرى الجرجاني: أن الأبدال سبعة (التعريفات ص ٣٧ ط مصر سنة ١٩٣٨) ويرى ابن عساكر: أنهم ٢٢ بالشام ١٨ بالعراق (تاريخ دمشق لابن عساكر ح ١ ص ٢٧٨).
ويرى الهجويرى: أن الأوتاد أربعة يطوفون العالم بجملته كل ليلة (كشف المحجوب ص ٢٦٩).