ومن مجاز ما جاء من مذاهب وجوه الإعراب، قال: «سُورَةٌ أَنْزَلْناها» (٢٤/ ١) رفع ونصب، وقال: «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما» (٥/ ٤١) رفع ونصب، وقال: «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ» (٢٤/ ٢) رفع ونصب.
ومجاز المتحمل من وجوه الإعراب كما قال: «إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» (٢٠/ ٦٣).
قال: «١» وكل هذا جائز معروف قد يتكلمون به.
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) «بسم الله» إنما هو بالله لأن اسم الشيء هو الشيء بعينه، قال لبيد:
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما «٢» | ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (٨) |
(١) قال: القائل أبو عبيدة.
(٢) «بسم... عليكما» قال محمد بن زيد الواسطي: كنت فى مجلس المبرد فجرى ذكر قول أبى عبيد بن سلام محتجا لمذهبه فى أن الاسم هو المسمى بقول لبيد وهو مذهب أبى عبيدة. «إلى الحول» البيت. قال أبو عبيد: اسم السلام هاهنا هو السلام كما يقال: هذا وجه الحق يراد هذا الحق فثم وجه الله أي الله، وقال المبرد: غلط أبو عبيد، وأخطأ أبو عبيدة، والذي عندنا أن لبيدا أراد بقوله اسم السلام اسم الله عز وجل وهذا الذي اختاره يختاره أصحابنا فقلت: السلام عندى هاهنا هو اللفظ الموضوع لتقضى الأشياء فتختم بها الرسائل والخطب والكتب والكلام الذي يستوفى معناه فليس لها مسمى غيرها وهو مثل: حسب، وقط، وقد الموضوعات لتقضى الأشياء وختم الكلام فهى اسم لا مسمى له غيره، قال: فأعجب ذلك المبرد واستحسنه وقال لى:
لا عدمتك يا أبا عبد الله فما سرنى بهذه حمر النعم (منتخب المقتبس ٥٩ آ).
وقال القرطبي (١/ ٨٦) : ذهب أبو عبيدة معمر بن المثنى إلى أن «اسم» صلة زائدة واستشهد بقول لبيد.
وأورده فى الخزانة (٢/ ٢١٧- ٢١٨) : على أن لفظ «اسم» مقحم عند بعض النحاة، قال ابن جنى فى الخصائص: هذا قول أبى عبيدة، وكذلك قال فى «بسم الله»، ونحن نحمل الكلام على أن فيه محذوفا، قال أبو على: وإنما هو حذف المضاف، أي ثم اسم معنى السلام عليكما، واسم معنى السلام هو السلام، وكأنه قال: ثم السلام عليكما، فالمعنى لعمرى ما قاله أبو عبيدة، لكنه من غير الطريق التي أتاه هو منها، ألا تراه هو اعتقد زيادة شىء واعتقدنا نحن نقصان شىء؟ انتهى. وقال ابن السيد البطليوسي فى تأليف ألفه فى الاسم: تقديره: ثم مسمى السلام عليكما، أي ثم الشيء المسمى سلاما عليكما، فالاسم هو المسمى بعينه، وهما يتواردان على معنى واحد، وذهب أبو عبيدة إلى أن لفظ اسم هنا مقحم، وعند أبى على فيه مضاف محذوف تقديره: مسمى اسم السلام... إلخ.
(٢) «بسم... عليكما» قال محمد بن زيد الواسطي: كنت فى مجلس المبرد فجرى ذكر قول أبى عبيد بن سلام محتجا لمذهبه فى أن الاسم هو المسمى بقول لبيد وهو مذهب أبى عبيدة. «إلى الحول» البيت. قال أبو عبيد: اسم السلام هاهنا هو السلام كما يقال: هذا وجه الحق يراد هذا الحق فثم وجه الله أي الله، وقال المبرد: غلط أبو عبيد، وأخطأ أبو عبيدة، والذي عندنا أن لبيدا أراد بقوله اسم السلام اسم الله عز وجل وهذا الذي اختاره يختاره أصحابنا فقلت: السلام عندى هاهنا هو اللفظ الموضوع لتقضى الأشياء فتختم بها الرسائل والخطب والكتب والكلام الذي يستوفى معناه فليس لها مسمى غيرها وهو مثل: حسب، وقط، وقد الموضوعات لتقضى الأشياء وختم الكلام فهى اسم لا مسمى له غيره، قال: فأعجب ذلك المبرد واستحسنه وقال لى:
لا عدمتك يا أبا عبد الله فما سرنى بهذه حمر النعم (منتخب المقتبس ٥٩ آ).
وقال القرطبي (١/ ٨٦) : ذهب أبو عبيدة معمر بن المثنى إلى أن «اسم» صلة زائدة واستشهد بقول لبيد.
وأورده فى الخزانة (٢/ ٢١٧- ٢١٨) : على أن لفظ «اسم» مقحم عند بعض النحاة، قال ابن جنى فى الخصائص: هذا قول أبى عبيدة، وكذلك قال فى «بسم الله»، ونحن نحمل الكلام على أن فيه محذوفا، قال أبو على: وإنما هو حذف المضاف، أي ثم اسم معنى السلام عليكما، واسم معنى السلام هو السلام، وكأنه قال: ثم السلام عليكما، فالمعنى لعمرى ما قاله أبو عبيدة، لكنه من غير الطريق التي أتاه هو منها، ألا تراه هو اعتقد زيادة شىء واعتقدنا نحن نقصان شىء؟ انتهى. وقال ابن السيد البطليوسي فى تأليف ألفه فى الاسم: تقديره: ثم مسمى السلام عليكما، أي ثم الشيء المسمى سلاما عليكما، فالاسم هو المسمى بعينه، وهما يتواردان على معنى واحد، وذهب أبو عبيدة إلى أن لفظ اسم هنا مقحم، وعند أبى على فيه مضاف محذوف تقديره: مسمى اسم السلام... إلخ.