وتعقب بأنه لا يجب على النبي بيان ما اختلف فيه، بدليل الساعة والروح ونحوهما، وبأن موسى كان وعدهم بعذاب ذكره في الدنيا والآخرة، فقال: يصبكم بعذاب في الدنيا - وهو بعض الوعيد - من غير نفي عذاب الآخرة.
ذكره ثعلب.
قال الزركشي: ويحتمل أيضاً أن يقال: إن الوعيد مما لا يستنكر ترك جميعه.
فكيف بعضه، ويؤيد ما قاله ثعلب قوله: (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٧٧).
الرابع: إطلاق اسم الخاص على العام، نحو، (إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦).
الخامس: عكسه، نحو: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ)، أي للمؤمنين، بدليل قوله: (ويستَغْفِرُون للَّذِين آمنوا).
السادس: إطلاق اسم الملزوم على اللازم.
السابع: عكسه، نحو: (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً)، أي هل يفعل - أطلق اسم الاستطاعة على الفعل، لأنها لازمة له.
الثامن: إطلاق السبب على السبب، نحو: (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا).
(قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا)، أي مطراً يتسبب عنه الرزق واللباس.
(لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا)، أي مؤونة من مَهْرٍ ونفقةٍ وما لا بد للمتزوج منه.
التاسع: عكسه، وهو نحو: (مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ)، أي القبول والعملَ به، لأنه متسبب عن السمع.
تنبيه:
من ذلك نسبةُ الفعل إلى سبب السبب، كقوله: (فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ).
(كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ)، فإن المخرج في الحقيقة هو الله، وسبب ذلك أكل الشجرة، وسبب الأكل وسوسةُ الشيطان.