الرابع عشر: تسمية الشيء باسم آلته، نحو: (واجعلْ لي لسانَ صِدْق في
الآخِرين)، أى ثناء حسناً، لأن اللسان آلته.
(وما أرسلنا مِنْ رسولٍ إلاَّ بِلِسانِ قَوْمه)، أى بلغة قومه.
الخامس عشر: تسمية الشيء باسم ضده، نحو: (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
، والبشارة حقيقة في الخبر السار.
ومنه تسمية الداعي إلى الشيء باسم الصارف عنه، ذكره السكاكي وخرَّج
عليه قوله تعالى: (مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ).
يعني ما دعاك إلى ألا تسجد.
وسَلِمَ بذلك من دعوى زيادة لا.
السادس عشر: إضافة الفعل إلى ما لا يصح منه تشبيهاً، نحو: (جِدَاراً
يُريدُ أن يَنقَضَّ)، وصفَه بالإرادة، وهي من صفات الحي تشبيهاً لميله للوقوع بإرادته.
السابع عشر: إطلاق الفعل والمراد مشارفته ومقاربته وإرادته، نحو: (فإذا
بَلَغْنَ أجلَهُنَّ فأمْسكوهُنّ)، أي تاربن بلوغ الأجل، أي انقضاء
العدة، لأن الإمساك لا يكون بعده، وهو في قوله: (فبلغْنَ أجلهنّ فلا
تَعْضُلُوهنّ) - حقيقة.
(فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)، أي فإذا قرب مجيئه.
وبه يندفع السؤال المشهور فيها: إنه عند مجيء الأجل لا يتصور تقديم ولا تأخير.
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ)، أي لو قاربوا أن يتركوا خافوا.
لأن الخطاب للأوصياء، وإنما يتوجه إليهم قبل الترك، لأنهم بعده أموات.
(إذا قُمْتُم إلى الصّلاَة فاغْسِلوا)، أي أردتم القيام.
(فإذا قرأتَ القرآنَ فاسْتَعِذْ)، أي أردت القراءة، لتكون الاستعاذة
قبلها.
(وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا)، أى أردنا إهلاكها، وإلا لم يصح العطف بالفاء.
وجعل منه بعضهم قوله: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي)، أي من يرد الله هدايته، وهو حسن جداً لئلا يتحد الشرط والجزاء.