وأما (إلاَّ أنْ يشاءَ رَبّي شيئاً)، فيحتمل أن يكون منه، وأن يكون الشيء بمعنى الأمر والشأن.
والأصل في هذا النوع أن يُنعت بالوصف المراد، نحو: (اذكروا اللهَ ذِكْراً
كثيراً).
(وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا).
وقد يضاف وصفُه إليه، نحو: (اتَقُوا اللهَ حقَّ تُقَاتِه).
وقد يؤكد بمصدر فعل آخر، أو اسم عين نيابة عن المصدر، نحو: (وتَبَتَّل إليه تبْتيلا).
والمصدر تبتلا، والتبتيل مصدر بتَّل.
(أنْبتَكم من الأرض نباتاً)، أي إنباتاً، إذ النبات اسم عَيْن.
رابعها: الحال المؤكدة، نحو: (ويَوْم أبْعَثُ حَيّا).
(ولا تَعْثَوْا في الأرض مُفْسِدين).
(وأرسلْنَاكَ للناسِ رَسُولا).
(ثم تولَّيْتُم إلا قليلاً منكم وأنْتُم مُعْرِضُون).
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١).
وليس منه: (ولَّى مُدْبِراً)، لأن التولي قد لا يكون إدباراً، بدليل قوله: (فَولِّ وجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرام)
ولا: (فتَبَسَّم ضاحكا)، لأن التبسم قد لا يكون ضحكاً.
ولا: (وهو الحقُّ مصَدِّقا)، لاختلاف المعنيَيْن، إذ كونه حقا في نفسه غير كونه مصدقاً لما قبله.
النوع الرابع: التكرير، وهو أبلغ من التأكيد، وهو من محاسن الفصاحة.
خلافاً لبعض من غلط.
وله فوائد:
منها: التقرير، وقد قيل: إن الكلام إذا تكرر تقرر، وقد نبه تعالى على
السبب الذي لأجله كرر القصص والإنذار بقوله: (وصزرفْنَا فيه منَ الوَعيد
لعلهم يتَقون أو يُحْدِثُ لهم ذِكْرا).
ومنها: التأكيد.
ومنها: زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة، ليكمل تلقّي الكلام بالقبول، ومنه: (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (٣٩).