فائدة
إذا تكررت النعوت لواحد فالأحسن إن تباعد معنى الصفات العطفُ، نحو:
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)، وإلا ترْكه، نحو (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣).
فائدة
قطعُ النعوت في مقام المدح والذم أبلغ من إجرائها.
قال الفارسي: إذا تكررت صفات في معرض المدح أو الذم فالأحسن أن يخالَف في إعرابا، لأن المقام يقتضي الإطناب، فإذا خُولف في الإعراب كان المقصود أكمل، لأن المعاني عند الاختلاف تتنوع وتتفنن، وعند الاتحاد تكون نوعاً واحدا، مثاله في المدح: (وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ).
(ولكنَّ البِرَّ مَنْ آمنَ بالله واليوم الآخر)... إلى قوله: (والموفُونَ بعَهْدِهم إذا عاهَدُوا والصابرين).
وقرىء شاذا: الحمد لله رب العالمين - برفع رب ونصبه.
ومثاله في الذم: (وامرأتُه حَمّالَةَ الْحَطَبِ).
النوع السادس - البدل:
والقصد به الإيضاح بعد الإبهام.
وفائدته البيانُ والتأكيد.
أما الأول فواضح أنك إذا قلت رأيت زيداً أخاك بينت أنك تريد بزيد الأخ لا غير.
وأما التأكيد فلأنه على نية تكرار العامل، فكأنه من جملتين، ولأنه دل على ما دل عليه الأول، إما بالمطابقة في بدل الكل، وإما بالتضمين في بدل البعض.
أو بالاشتمال في بدل الاشتمال.
مثال الأول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).


الصفحة التالية
Icon