وابتغاؤكم بالليل والنهار، لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء وقع مع إقامة اللف على الاتحاد.
المشاكلة
ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديرا، فالأول كقوله
تعالى: (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ).
(ومكَروا ومكَرَ اللَهُ).
فإطلاق النفس والمكر في جانب الباري تعالى إنما هو لمشاكلة ما معه.
وكذا قوله: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)..
لأن الجزاء حق لا يوصف بأنه سيئة.
(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ).
(الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا).
(فيَسْخَرونَ مِنهم سَخِر اللَهُ منهم).
(إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (١٤) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ).
ومثال التقديري: (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً).
فقوله: صبغة الله أي تطهير الله، لأن الإيمان يطهر النفوس.
والأصل فيه أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية، ويقولون: إنه تطهير لهم، فعبر عن الإيمان بصبغة الله للمشاكلة بهذه القرينة.
المزاوجة
أن يزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء، أو ما جرى مجراهما، كقوله:
إذا ما نهى الناهي فلجّ بِيَ الْهَوَى | أصاخَتْ إلى الواشي فلجّ بها الهجْر |