فقالوا: خَلاَ، ولِمَا كثرَت حلاوته احْلَوْلَى، وللخشن إذا زادت خشونته
اخشَوْشَن.
ولثوبٍ خلقٍ إذا زاد رثاثةً اخلَوْلَق.
ولحائط مَيْل - بإسكان وسطه ليكون ميله ثابتاً، وحرّكوه فيما يتحرك كشجرة مَيل، وكالنّزَوَان وكالرَمَلان والْغَلَيان ليشبه لفظه معناه.
وبدائع اللغة كثيرةٌ، وحكمها وإعجازها في القرآن، ولا يحيط بجميعها إلا
نبينا ومولانا محمد - ﷺ -.
(تَصْدِية) : تصْفيق بإحدى يديه على الأخرى، فيخرج
بينهما صوتٌ، وكانوا يفعلونها عند البيت إذا صلَّى المسلمون ليخلطوا عليهم صلاتهم.
(تَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) : تجْبنوا وتذهب دولتكم، وهو استعارة.
(تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ) : تظفر بهم، والضمير عائد على بني قرَيظة، لأنهم نقضوا العهد.
(تَفْتِنِّي)، أي تؤثمني.
وقائل هذه المقالة الجَدُّ بن قَيْس، وكان من المنافقين لما دعا رسول الله - ﷺ - إلى غَزوة تَبوك، فقال: ائذن لي في
القعود ولا تفْتِنِّي برؤية بني الأصفر، فإني لا أصبر على النساء.
(تزهَق أنفسهم)، أي تهلك، وهذا إخبار بأنهم يموتون على
الكفر.
(تَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ)، أي تميل عن الحقّ.
وهذا الضمير راجع إلى من اتّبعه - ﷺ - في غزوة العُسْرة لما رأوا من الضّيق والمشقّة، فتاب الله عليهم عما كانوا يفعلون فيه.
(تَفِيض مِنَ الدمْعِ)، أي تبكي وتسيل أعينهم بالدموع
حين قال لهم - ﷺ -: لا أجد ما أحملكم عليه في غزوة تبوك.
وفي هذا مدح لبني مُقرن.


الصفحة التالية
Icon