(لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (١٨).
فبعث ناساً إليهم، فلما دخلوا الكهف بعث الله ريحاً فأحرقتهم.
ولم يدخل معاوية الأندلس قط.
وأيضاً فإن الموتى الذين في غار لوشة يراهم الناس، ولا يدرك أحداً الرعب
الذي ذكر الله في كتابه.
(كَبُرَتْ كَلِمَةً) : انتصب على التمييز، وقيل على الحال، يعني بالكلمة قولهم: (اتخذ اللهُ وَلَداً). وعلى ذلك يعود الضمير في كبرت.
وأما قوله تعالى: (كَبُرَ مَقْتاً عند الله)، فانتصب على التمييز.
و" أن تقولوا " فاعل كبر.
وقيل الفاعل محذوف تقديره: كبر فِعْلُكم مَقْتاً، وأن
تقولوا بدل من الفاعل المحذوف أو خبر مبتدأ مضمر، وكان بعضُ الناس
يستحي أن يعظَ الناس لأجل هذه الآية، ويقول: أخاف من مَقْت الله.
والمقت: هو البغض لريبة أو نحوها.
(كلْبُهم باسِطٌ ذِرَاعَيْه) : قيل إنه كان كلب الراعي، فمروا عليه فصحبهم وتبِعهم فطردوه فأبى إلاَّ صحْبَتَهم، فبِصحْبتهم خلَّدَ الله
ذكره في كتابه، لأن لصحبة الصالحين آثاراً، ألاَ تَرى ذَوْدَ البَقْلَ أخْضر، ومَنْ ناسب شيئاً انجذب إليه، وظهر وصفه عليه.
وأعمل اسم الفاعل، وهو بمعنى المضي، لأنه حكاية حال.
(كمِثْلِهِ شَيْء)، أي كهو، والعرب تُقيم المثل مقام
النفس، فتقول: مِثْلِي لا يقول كذا وكذا، أي لا أقول كذا وكذا.
ومثلي لا يقال له كذا.
وفيه تَنْزِيهٌ للهِ تعالى عن مشابهة المخلوقين.
وقال بعضهم: إن الكاف زائدة.
قال الطبري وغيره: ليست بزائدة، ولكن وضع (مثله) موضع
هو.
والمعنى ليس كهو شيء.
قال الزمخشري: هذا كما تقول: مثلك لا يبخل.
والمراد أنتَ لا تبخل، فنفى البخل عن مثله.
والمراد نفيه عن ذاته.