فِتْيَان فريش خرجوا إلى الْحديبية ليصيبوا من عَسْكرِ رسولِ اللهِ - ﷺ -، فبعث إليهم - ﷺ - خالد بن الوليد في جماعة من المسلمين، فهزموهم وأسَروا منهم قوماً، وساقوهم إليه - ﷺ -، فأطلقهم، فكفُّ أيدِي الكفَّار هو أن هزِموا وأُسِروا.
وكفّ أيدي المؤمنين عن الكفار هو إطلاقهم من الأسْرِ وسلامَتهم من القتل.
وقوله: (مِنْ بعد أنْ أظفركم عليهم) يعني من بعدما أخذتموهم أسارى.
(كلمة التَّقْوى) : هي لا إله إلا الله عند الجمهور، للحديث.
وقيل: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وقيل: لا إله إلا الله والله أكبر.
وهذه كلّها متَقَارِبة.
وقيل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ التي أبى الكفار أن تكتب، بل
قالوا: اكتب اسمك.
(كانوا أحَق بها وأهْلَها)، أي المسلمون المذكورون.
وقيل: أي كانوا كذلك في علم الله وسابق قضائه لهم.
وقيل: أحق بها من اليهود والنصارى.
(كَفى باللهِ شَهيدا) : أي شاهدا بأن محمداً رسول الله، أو شاهدا بإظهار دينه.
(كزَرْعٍ أخْرَج شَطْأه) : هذا مثل ضربه الله للإسلام حيث
بدأ ضعيفا ثم قوي وظهر.
وقيل: الزرع مثل النبي - ﷺ -، لأنه بُعِث وحده.
فكان الزرع حبةً واحدة، ثم كثر المسلمون.
(كَثِيبا) : أي كدْس الرَّمل، يعني أن الجبال فتِّتَت من
زلزلتها حتى صارت كالرمل المذري.
(كصاحب الحوتِ) : قد قدمنا أنه يونس عليه السلام.
وسببها أنه - ﷺ - همّ أن يدعو على الكفار، فنهاه الله أن يكون مثله في الضجر والاستعجال، لأنه ذهب مغاضباً لَمّا خالفه قَوْمه، فدعا عليهم، وأجيب وأَعلمهم بالعذاب، فلما رأى قومه مخايل الهلاك تابوا وآمنوا، فتاب الله عليهم