حالهم في أول الأمر، فإنهم كانوا أولاً بعَداء من ذبحها، وإثبات الفعل إنما فهم من دليل آخر، وهو قوله: فذبحوها.
وأما قوله تعالى: (لقد كِدْتَ تَرْكَن) - مع أنه - ﷺ - لم يركن لا قليلاً ولا كثيراً فإنه مفهوم من جهة
أن " لَوْلا " الامتناعية تقتضي ذلك.
فائدة
ترد كاد بمعنى أراد.
ومنه: (كذَلِكَ كِدْنا ليوسف).
و (أكَاد أخْفيها).
وعكسه، كقوله تعالى: (جِدَاراً يريد أنْ يَنْقَضَّ)، أي يكاد.
(كان) : فعل ناقص متصرِّف، يرفع الاسم وينصب الخبر، معناه فى
الأصل المضيّ والانقطاع، نحو: (كانوا أشدً منكم قوةً وأكثر أموالاً وأوْلادا).
وتأتي بمعنى الدَّوام والاستمرار، نحو: (وكان الله غفوراً رحيما).
(وكنَّا بكل شيء عالمين)، أي لم نزل كذلك.
وعلى هذا المعنى تتخرج جميع الصفات الذاتية المقترنة بكان.
قال أبو بكر الرازي: كان في القرآن على خمسة أوجه:
بمعنى الأزل والأبَد، كقوله: (وكان الله عَلِيما حكيما).
وبمعنى المضيّ المنقطع، وهو الأصل في معناها، نحو: (وكان في المدينة تسْعة
رَهْطٍ).
وبمعنى الحال، نحو: (كنْتم خَيْرَ أمَّة أخْرِجَتْ للناس).
(إنَ الصلاةَ كانَتْ على المؤمنين كتاباً مَوْقوتاً).
وبمعنى الاستقبال، نحو: (يخافون يَوْما كان شَرُّه مُسْتَطيراً).