اجتمعا في قوله: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (٩٥).
أو قطعت فكذلك، نحو: (كلّ يَعْمَل على شَاكلَتهِ).
(فكلًا أخَذْنا بذَنْبِه).
(وكلٌّ كانوا ظَالِمين).
وحيث وقعت في حَيًز النفْي بأن تقدمت عليها أداته أو الفعل المنفي فالمنفي
يوجَّه إلى الشمول خاصة، ويفيد بمفهومه إثبات الفعل لبعض الأفراد.
وإن وقع النفي في حيزها فهو موجّه إلى كل فرد، هكذا ذكره البيانيون.
وقد أشكل على هذه القاعدة: (واللَه لا يحِب كلَّ مخْتَال فَخور)، إذ يقتضي إثبات الحب لمن فيه أحد الوصفين.
وأجيب بأن دلالة المفهوم إنما يعوّل عليها عند عدم المعارض، وهو هنا موجود إذ دل الدليل على تحريم الاختيال والفخر مطلقا.
مسألة
تتصل (ما) بكلّ، نحو: (كلَّمَا رزِقوا مِنْهَا من ثَمَرَةٍ رِزْقا).
وهي مصدرية، لكنها نابت بصلتها عن ظرف زمان، كما ينوب عنه
المصدر الصريح.
والمعنى: كلّ وقت، ولهذا تسمَّى (ما) هذه المصدرية
الظرفية، أي النائبة عن المصدر، لا أنها ظرف في نفسها، و (كل) من
(كلما) - منصوب على الظرفية بإضافته إلى شيء هو قائم مقامه، وناصبه الفعل الذي هو جوابٌ في المعنى.
وقد ذكر الفقهاء والأصوليون أن كلما للتكرار.
قال أبو حيان: وإنما ذلك من عموم ما، لأن الظرفية مرادٌ بها العموم.
و (كل) أكدته.
(كلاَ وكِلْتَا) : اسمان مفردان لفظاً مثنيان معنى مضَافَان أبدًا لفظاً ومعنى
إلى كلمة واحدة معرّفة دالة على اثنين.
قال الراغب: وهما في التثنية ككلّ في الجمع.