وروي أن الله لم يذكر له واحداً منهم باسمه، وهذا كما صح عن قوم مُوسى
أنهم خرجوا للاستسقاء فلم يسقوا، فقال موسى: يا ربّ، لِمَ لم تجِبهم، فقال: يا موسى، إن فيهم نَمّاماً.
فقال: يا رب، مَنْ هو، فقال: أنهى عن النَّمِيمة وأكون
نماماً! ولكن ليتوبوا بأجمعهم، فتابوا، وسقاهم الله.
(لَذَّة للشاربين) : أي لذيذة، لا كلذَّةِ الدنيا.
(اللَّمَم).
فيه أربعة أقوال:
الأول: أنه صغائر الذنوب، فالاستثناء على هذا في الآية منقطع.
الثاني: أنه الإلمام بالذنوب على وجه الفَلْتَة والسقْطَة دون دوام عليها.
الثالث: أنه ما ألَمّوا به في الجاهلية من الشركِ والمعاصي.
الرابع: أنه الهمّ بالذنب، وحديث النفس به دون أن يفعل.
(ليس للإنْسان إلاَّ ما سعَى) : السعي هنا بمعنى العمل.
وظاهرُها أنه لا ينتفع أحد بعمل غيره، وهي حجة لمالك في قوله: لا يصوم
أحد عن وليه إذا مات وعليه صيام.
واتفق العلماء على أن الأعمال المالية كالصدقة والعِتْق يجوز أن يفعلها الإنسان
عن غيره، ويصل نَفْعُها إلى مَنْ فُعِلَتْ عنه.
واختلفوا في الأعمال البدنيّة، كالصلاة، والصيام.
وقيل: إن هذه الآية منسوخة بقوله: (ألْحَقْنَا بهم ذريتَهمْ).
والصحيح أنها مُحْكَمة، لأنها خبر، والأخبار لا يدخلها النسخ.
وفي تأويلها ثلاثة أقوال:
الأول - أنها إخبار عما كان في شريعة غيرنا، فلا يلزم في شريعتنا.
الثاني: للإنسان ما عمل بحق، وله ما عمل له غيره بهبة العاملِ له، فجاءت
الآية في إثبات الحقيقة دون ما زاد عليها.