وقال الشافعي وأشهب: يجب الهدْي على من حصره العدوّ، وحمَلَا الآية على
ذلك، واستدلّا بِنَحْرِ الْهَدْي بالحديْبية.
وقال أبو حنيفة: يجب الهدي على المحصَر بعدو وبمرض.
(اخْراكم) : آخركم، وفيه مدْحٌ للنبي - ﷺ -، فإن الآخر هو موقف الأبطال يرفع جريحهم، ويقوِّي منهزمهم.
(أجورهنَّ) : مهورهن وصداقهنّ، يعني إذا استَمْتَعْتم بالزوجة بالوَطْء
فيجب إعطاء الصداق كاملاً.
(أُبْسِلوا) : ارتهنوا وأسلموا للهلكة.
(استَهْوَته)، أي ذهبت به الشياطين في مَهَامِه الأرض، وأخرجته عن
الطريق، فهو استفعال من هوى في الأرض إذا ذهب فيها.
وقال الفارسي: استهوى بمعنى أهوى، مثل استزل بمعنى زل.
(أُمْلي لهم)، أي أطيل لهم المدة، وأتركهم ملاوة من الدهر مع إرادة
العقوبة، فظاهره إحسان وباطنه خذلان.
(أُذُن)، يعني يقبل كلَّ ما قيل له ويصدقه.
ورُوي أن قائل هذه المقالة نَبْتَل بن الحارث، وكان من مردة المنافقين.
وقيل عتّاب بن قيس فردّ الله عليه قوله بأنه يسمع الخير والحق ويؤمن للمؤمنين.
(اجتُثَّت)، معناه استؤْصلت واقتلعت، وحقيقة الاجتثاث أخْذ الجثَّة.
وهذا في مقابلة قوله: (أصلهَا ثابت).
(أُخْفِيها)، : أسترها وأظهرها أيضاً، فهو من الأضداد.
قال ابن عطية: هذا قولٌ مختلّ، وذلك أن المعروف في اللغة أن يقال أخفى بالألف من الإخفاء، وخفى بغير ألف بمعنى أظهر، فلو قال بمعنى الظهور لقال أخفيها بفتح الهمزة في المضارع.
وقد قرئ بذلك في الشاذ.


الصفحة التالية
Icon