(استَفْتِهم) سَلْهم.
والضمير المفعول لقريش وسائر الكفار، أي اسألهم على
وجه التقرير والتوبيخ عما زَعموا من أن الملائكة بنات الله، فجعلوا للَه الإناث ولأنفسهم الذكور، وتلك قسمة ضِيْزَى.
(إلْيَاسِين)، يعني إلياس وأهل دينه، جمعهم بغير إضافة
بالياء والنون على العدد، كأنّ كلَّ واحدٍ منهم اسمه إلياس.
وقال بعض العلماء:
يجوز أن يكون إلياس وإلياسين بمعنى واحد، كما يقال ميكايل وميكال.
وتقرأ على آل ياسين، أي على آل محمد - ﷺ -.
وأخرج ابن أبي حاتم بسنَدٍ حسن عن ابن مسعود، قال: إلياس هو إدريس.
وقراءته: وإن إدريس لَمِنَ المرْسلين. سلاَمٌ على إدْرَاسين.
وفي قراءة أبيّ: وإن إلياس... سلام على إلْيَسِين.
وقيل إنه لقب إدريس.
وقد أخطأ مَنْ قال إنه إلياس المذكور في أجداد النبي - ﷺ -.
(اشئمأزتْ) معناه نفرت، والمشمئزُّ النافر.
ومعنى الآية أن الكفار يكرهون توحيد الله، ويحبّون الإشراك به، ونزلت حين قرأ رسول الله - ﷺ - سورة النجم، فألقى الشيطان.
.. حسبما ذكر في الحج، فاستبشر الكفَّار من ذكر اللات والعزى (١)، فلما أذهب الله ما ألقى الشيطان استكبروا واشمازُّوا.
(اصْفَح) : أعرض.
وأصل الصفح أن تنحرف عن الشيء، فتولِيه صفحةَ
وجهك، وهذا الإعراض منسوخٌ بآية السيف كما قدمنا.
(الغوا)، من اللّغَا، وهو الهجْر والكلام الذي لا نَفْع فيه.
ورُوي أن قائل هذه المقالة أبو جهل لعنه الله، وقال لهم: تشاكلوا عند قراءته بِرَفعِ الأصوات وإنشاد الشعر، وشِبْه ذلك حتى لا يسمعه أحد.
وقيل المعنى:
قَعُوا فيه وعِيبوه.
(اعتِلوه)، أي سُوقوه بتَعْنيف إلى سَوَاءَ الجحيم، يعني وسطها.