فأجاب الزمخشري عن الأولى بأن الموت لما كان مجهول الوقت أُجرِيَ مجرى
غير المجزوم.
وأجاب السكاكي عن الثانية بأنه قصد التوبيخ والتقريع، فأتى بإذا ليكون
تخويفاً لهم، وإخبارا بأنهم لابد أن يمسَّهم شيء من العذاب، واستفيد التقليل من لفظ المس، وتنكير ضر.
أما قوله: (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (٥١).
فأجيب عنه بأن الضمير في (مَسَّهُ) للمعرض المتكبر لا لمطلق الإنسان، ويكون لفظ (إذا) للتنبيه على أن مثل هذا المعرض يكون ابتلاؤه بالشر مقطوعاً.
وقال الحوفي: الذي أظنه أن (إذا) يجوز دخولُها على المتيقّن والمشكوك.
لأنها ظرف وشرط، فبالنظر إلى الشرط تدخل على المشكوك، وبالنظر إلى
الظرف تدخل على المتيقَّن، كسائر الظروف.
الخامس - خالفت (إذا) (إن) في إفادة العموم.
قال ابن عصفور: فإذا قلت إذا قام زيد قام عمرو أفادت أنه كلما قام زيد قام عمرو، وهذا هو الصحيح.
وفي أن المشروط بها إذا كان عدماً يقع الجزاء في الحال.
وفي " إن " لا يقع الجزاء حتى يتحقّق اليأس من وجوده.
وفي أن جزاءهَا متعقب لشرطها على الاتصال، ولا يتقدم ولا يتأخّر.
بخلاف إن، وفي أن مدخولها لا تجزمه لأنها لا تتمحّض شرطاً.
خاتمة
قيل: قد تَأتي (إذا) زائدة، وخرج عليه: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)
، أي انشقت السماء.