قياس، بل تشبيها بحروف العلة، وأتى ذلك في بضْعَة عشر موضعاً: سبعة منها (يك) با لياء، وموضعان (نَكُ) بالنون، وموضع آخر (أكُ) بالهمزة.
والله أعلم.
(ضَنْكا)، أي ضيقة.
والمعنى أن الله تعالى ضيَّق عليه المعيشة، وهكذا حال مَنْ أنعم الله بوجوده مِنْ سبع ورَزَقه من سبع، فكفر بأنعمِ الله، وأعرض عنها، وصرف همَّتَه لغير ربّه أن يضيق عليه في الدنيا، ويحشر أعمى في العقبى، قال: (كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦).
فإن قلت: أما خلقنا مِنْ سبع، فقد فهمناها من الآية الكريمة، وأما رزقنا
من سبع فلم نفهم معناها؟
والجواب أن الله خلقنا في سبعة أحوال من سبعة أشياء، وأرواحنا من سبعة
أشياء، وخلق لنا سبعة أركان ظاهرة، وسبعة أركان باطنة، ثم رزقنا من سبعة أشياء، ثم وعدنا بسبع مقامات.
أما الأحوال السبعة فقال تعالى: (ولقد خَلَقْنَا الإنسانَ من سلاَلةٍ من طيِن).
وأما الأرواح فمن النار، والنور، والريح، والطيب، والعلم، والأنس، والبقاء، ثم جمعه في قلبك فحينئذ تتحرك في بطن أمك، فحرارة الروح من النار، وضياؤه من النور، وطهارته من الطيب، ونفسه من الريح، وذهنه من العلم، وألفته من الأنس، وحياته من البقاء.
ثم رزقك من دَم الحيض إلى حال الخروج، ثم اللبن إلى الفطام، ثم بعد ذلك
خمسة أشياء: الماء مِنَ السماء، والنبات من الأرض، واللبن من الثدي، والثمار من الشجر، واللحم من الأنعام.
ثم خلقك من سبعة أشياء: من العظم، والعَصَب، والعروق، واللحم، والجلد، والظفر، والشعر.
وأعطاك سبعة أركان باطنة: القلب، والكبد، والطحال، والمرارة، والرئة، والدماغ، والمخ.