(عند) :
ظرف مكان تستعمل في الحضور والقُرْب، سواء كانا حسيَّيْن.
نحو: (فلما رآه مستَقِرًّا عنده).
(عند سِدْرَةِ المنْتَهى عندها جَنَّة المأوى).
أو معنوييْن نحو: (قال الذي عنده عِلْم مِنَ الكتاب)، (وإنهم عندنا لن
الْمصطَفين الأَخْيار).
(في مَقْعَد صِدْق عند مَلِيك مقْتدر).
(أحياء عند ربهم).
(ابْنِ لي عندكَ بيتاً في الجنة).
فالمراد في هذه الآية قرْب التشريف والمنزلة وطلب الجار قبل الدار.
ولا تستعمل إلا ظرفاً أو مجرورة بمن خاصة، نحو: من عندك.
(ولما جاءهم رسول مِنْ عند الله).
وتعاقبها لدى ولدن، نحو: (لَدَى الحَنَاجر)، (لَدَا الْبَابِ).
(وما كنْتَ لدَيْهم إذ يُلْقون أقلامَهم).
وقد اجتمعتا في قوله تعالى (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا).
ولو جِيءَ فيهما بعند أو لدن صح، ولكن ترك دفْعاً للتكرار، وإنما حسن
تكرار لدى في: (وما كنت لدَيْهم)، لتَبَاعد ما بينهما.
وتفارق عند ولدى " لَدن " من ستة أوجه، فعند ولَدَى تصْلع في محل ابتداء
غاية وغيرها، ولا تصلح لدن إلا في ابتداء غاية.
وعند وَلَدَى يكونان فَضْلَة نحو: (وعندنا كتابٌ حَفيظ) (ولدينا كتابٌ
ينطِق بالحق).
ولدن لا تكون فَضْلة.
وجر "لدن " بِمنْ أكثَر من تصْبِها، حتى إنها لم تجئ في القرآن منصوبة.
وجرُّ (عند) كثير.
وجَرُّ (لدى) ممتنع.
وعند ولدى معربان، ولَدن مبنية، في لغة الأكثرين.