للاستقبال مع قالوا، لأنه على حكايةِ الحال الماضية، لأنهم ظنوا أن إخوانهم لو كانوا عندهم لم يموتوا ولم يُقتلوا.
وهذا قول مَنْ لا يؤمن بالقَدَر والأجَل المحتوم، ويقرب منه مذهب المعتزلة في القول بالأجَلين.
(غَلَا) يَغْلو، وهو مجاوزة الحدّ والإفراط، ومنه: (لا تغْلوا في دينكم).
(غمَّةً) : وغَمّ، ككربة وكَرْب بمعنى ظلْمة.
(غثَاء) : يعني هالكين كالغثَاء، وهو ما يحمل السيلُ من الورق وغيره مِمّا يبلى ويسودّ.
ومنه قوله قعالى: (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (٤) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (٥).
فمعناه أنَّ الله أخرج النباتَ أخضر، فجعله بعد خضْرته غثاء أَسود، لأن الغثاء إذا قدم تعفَّن واسوَدَّ.
وقيل: إن (أَحْوَى) حال من المرعى، ومعناه الأخضر الذي يضرِب إلى
السواد.
وفي الكلام على هذا تقديم وتأخير، تقديره الذي أخرج المرعى أحوى.
فجعله غثاء.
وفي هذا القول تكلّف.
(غرفات) : جمع غرفة.
وقد قدمنا أنها اسم جنس.
(غُصَّة) : أي يختنق به آكله.
وقيل: هو شَوْك من نار يعترض في حلوق أهل النار، لا ينزل ولا يخرج.
وروي أن رسولَ الله - ﷺ - قرأ هذه الآية فصعق.
(غِشَاوة) :
مجاز باتفاق بمعنى الغطاء، تقول: غشيت الشيء غَطيته، ووحّد السمع في قوله: (وعلى سَمعهم)، لأنه مصدر في الأصل، والمصادر لا تجْمع.
(غِلّ) : عداوة وحسد.
ومنه: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٧).