(تَفرَّقوا)، من الفرقة، وهي القطيعة، فنهى المؤمنين عن التدابُر والتقاطع.
إذ كان الأوس والخَزرَج يقتتلان لما رأى اليهود إيقاعَ الشر بينهم.
(تَمنَّوْن الموت)، من التمنِّي.
وخُوطب به قوم فاتتهم غزوة بَدْرٍ فتمنَّوْا حضورَ قتال الكفار مع النبي - ﷺ - ليستدركوا ما فاتهم من
الجهاد، فعلى هذا إنما تمنوا الجهاد، وهو سبب الموت.
فإن قلت: قد صح النهي عن تمَنِّي لقاء العدو.
فالجواب: إنما نهي عن تمني لقائهم مع العدد القليل، ولذلك قال - ﷺ -: "وسَلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا للقائهم، وتمنَّوا الشهادة في سبيل الله لنصرَةِ دينه".
(تَحُسُّونَهُمْ)، تقتلونهم قتلاً ذَرِيعاً، يعني في أول الأمر.
(تنَازَعْتم)، يعني وقع التنازع بين الرّماة، فَثبت بعضُهم كما أمِروا، ولم
يثبت بعضهم، فعفا الله عنهم بفضله ورحمته.
(تَعُولوا)، : تميلوا.
وفي الآية إشارة إلى الاقتصار على الواحدة.
والمعنى أن ذلك أقرب إلى أن تَعولوا.
وقيل: يكثر عيالكم، وهذا غير معروف في اللغة.
(تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)، تجاوزوا الحدَّ، وترتفعوا عن الحق.
وهذا الخطاب للنصارى، لأنهم غلوا في عيسى حتى قالوا ابن الله.
(تَسْتَقْسِموا) : تستفعلوا، وهو طلب ما قسم له، وذلك أنهم
كانوا يكتبون على الأزلام - وهي السِّهَام - على أحدها: افْعَلْ، وعلى الآخر: لا تَفْعَلْ، والثالث مهمل، فإذا أراد الإنسان أن يفعل أمراً جعلها في خريطة، وأدخل يده وأخرج أحدها، فإن خرج الذي فيه " افعل " فعل، وإن خرج الذي فيه " لا تفعل " تركه، وإن خرج المهمل أعاد الضرب.
ومن هذا المعنى أخذ