(وقاتِلُوا الْمشْرِكِينَ كَافَّةً)، أي في الأشهر الحرم، فهذا
نسخ لتحريم القتال فيها.
(وكافة) حال من الفاعل أو المفعول.
(قالوا لا تَنفِروا في الْحَرِّ) :
قائل هذه المقالة رجل من بني سلمة ممن صعب عليه السفَر إلى تَبوك في الحر، فأمر الله نبيّه أن يقول: (قل نَار جهنم أشدُّ حرًّا لو كانوا يفقهون)، فحرارةُ هذا السفر دفعت حَرَّ نارِ جهنم، وكذلك الجوع والتعب الذي ينال الإنسان في الدنيا يقابَل في الآخرة بضده.
(قعد الذينَ كذَبوا اللَهَ ورسولَه) :
هم قوم لم يعتَذِروا وكذَبوا في دعواهم الإيمان، إذ لو كانوا صادقين لم يتخلَّفوا عن رسول الله، فأخبر اللَّهُ رسوله بأنه سيصيب الذين كفروا منهم عذابٌ أليم.
(قَدَّرَه مَنَازِل) :
الضمير للقمر، والمعنى قَدَّرَ سيْرَه في المنازل، ليعلموا عددَ السنين والأشهر والأيام والليالي، ويكون القدر بمعنى التقدير، كقوله تعالى: (إنّا كلَّ شَيء خلقْنَاه بقَدَر).
وبمعنى التصوير، كقوله تعالى: (فقَدَرْنَا فنعم القادرون)، يعني
صوَّرنا، وبمعنى الوجود، كقوله تعالى: (إلا امْرأته قَدَّرْناها من الغابرين)، وبمعنى القضاء، كقوله تعالى: (فالتقى الماءُ على أمر قَدْ قدِر).
وبمعنى التضييق، كقوله: (ومَنْ قدِر عليه رِزْقه)، (فظَن أنْ لن نَقْدِر عليه).
وبمعنى التسوية، كقوله تعالى: (نحن قَدَّرنا بينكم الموتَ).
وبمعنى المثل، كقوله تعالى: (فسالت أودِية بقَدَرِها) : أي بمثلها، ومنه سميت القدرية قدرية، لأنهم يقولون بمثل قول المجوس، ولهذا قال - ﷺ -: القدرية مجوس هذه الأمة.
(قَدَم صِدق عند ربهم)، أي عملَ صالح قدَّموه.


الصفحة التالية
Icon