(هاتوا بُرْهَانكم) :
تعجيز لهم، وهو من هاتَى يُهاتي، ولم يُنطق به.
وقيل: أصله أتوا، وأبدل من الهمزة هاء.
(هذا ذِكْر مَنْ مَعِيَ وذِكْر مَنْ قَبْلي) :
رد على المشركين.
والمعنى هذا الكتابُ الذي مَعِي والكتب التي من قبلي ليس فيها ما
يقتضي الإشراكَ بالله تعالى، بل كلّها متفقة على التوحيد.
(أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ) :
لما كان الذكر بمدح وبذم ذكروا أن إبراهيم يذكر آلهتكم بالذم، دلت
على ذلك قرينة الحال، وهم بذكر الرحمن في موضع الحال.
أي كَيف ينكرون ذمّك لآلهتهم وهم يكفرون بالرحمن، فهو أحقّ بالملامة.
وقيل: معنى بِذِكْر الرحمن تسمية بهذا الاسم، لأنهم أنكروها، والأول أغرق في ضلالهم.
(هذه أُمَّتكم).
أي مِلَّتكم ملةٌ واحدة، وهذا خطاب للناس كافة أو المعاصرين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.
(هامِدَة) : يعني لا ثبات معها.
(همزَاتِ الشيَاطِين) :
يعني حركاتهم ونزغاتهم.
وقيل جنونهم، والأول أعم.
(هبَاءً) :
هي الأجرام التي لا تظهر إلا حين تدخل الشمس على وضع ضَيّق كالكوة.
وقد قدمنا أنه النور المتفرق، ومنه: (هَبَاءً مُنْبَثًّا)، وهو ما سطع بيْن سنابك الخيل، من الْهَبْوَة، وهي الغبار.
(هَوناً) :
رُوَيداً، يعني أنهم يمشون بحلم ووَقار.
ويحتمل أن يكون وصف أخلاقهم في جميع أحوالهم، وعَبَّر بالمشي على الأرض عن جميع تصرفهم وحياتهم.