(وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ) :
جاءت هذه القصة بلفظ الاستفهام تنبيهاً للمخاطب ودلالة على أنها من الأخبار العجيبة التي ينبغي أنْ يلقى البال لها.
(هذا أَخي له تسْع وتسعون نَعْجَةً) :
هذا من حكاية كلاَم أحَدِ الخصمين.
والأخوة هنا أخوة الدين.
ومنه الحديث: "إذا ضرب أحدكم أخاهَ فليجتنب الوَجْه".
والنّعجَة تقَعُ في اللغة على أنثى بَقر الوحش، وعلى أنثى الضأن، وهي هنا
عبارة عن المرأة (١)، وكأنه لم يرِد الإفصاح بقصة داود مع امرأة أوريا، وإنما ضرب له المثل لينتبه.
(هذا ذكر)
الإشارة إلى ما تقدم في هذه السورة من ذِكرِ الأنبياء وقيل الإشارة إلى القرآن بجملته.
والأول أظهر، فكأن قوله (هذا ذكر) ختام للكلام المتقدم، ثم شرع
بعده في كلامٍ آخر كما يتم المؤلف باباً ثم يقول هذا باب، ثم يشرع في آخر.
(هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ)، تقديره: الأمْر هذا.
لما تمِ ذِكْر أهل الجنة ختمه بقوله: (هذا)، ثم ابتدأ وَصْف أهل النار، ويعني بالطَاغِين الكفار.
(هذا فلْيَذُوقوه حَمِيمٌ) :
(هذا) مبتدأ وخبره (حميم)، و (فليذوقوه) اعتراض بينهما.
(هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ) :
هذه الآية تدل على رحمانية الله وتَرد على المشركين في عبادتهم الأَصنام.
وسبَبها أنهم خوَّفوا رسولَ الله - ﷺ - منها فنزلت الآية مبينةً أنهم لا قدرة لهم.
فإن قلت: كيف قال كاشفات وممْسكات بالتأنيث؟
فالجواب: أنها لا تعقل فعامَلَها معاملةَ المؤنث.
وأيضاً ففي تأنيثها تحقير لها وتهكم بمن عَبدها.

(١) كلام لا يصح، ولا يصح ما ترتَّب عليه من قصص وأباطيل وإسرائيليات منكرة ذُكرت في شأن نبيِّ الله داوود - عليه السلام.


الصفحة التالية
Icon