كأنه قال: أقسم بقيله يارب إنَّ هؤلاء قوم لا يؤمنون.
(وفي السماءِ رِزْقكم وما توعَدون).
أي من الوعد أو الوعيد، أو الجنة أو النار.
أو الخير أو الشر.
قال ابن عباس: لا أعلم في السماء رِزْقاً غير المطر، وهو كذلك، لأن المطر أصلٌ للرزق، والماء الذي في الأرض منه، فلو انقطع المطر انقطع الرزْق.
(وفي أموالهم) :
معطوف على قوله: (في جنات)، أو على (آتاهمْ رَبُّهم)، أو تكون الواو للحال.
(وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى).
بالبناء للمفعول، فعلى هذا يراه الْخَلْقُ يوم القيامة، أو يراه صاحبه الذي فعله، وهو الأصح، لأن الله يضَع ستره عليه حين قراءته، لقوله بعد ذلك: (ثم يُجْزَاهُ الجزاءَ الأوْفى).
(وَرْدَةً كالدِّهَان).
ذكر الجواليقي أنها غير عربية.
ومعناه أحمر كالوردة، وقيلَ هو من الفرس الورد.
(ولِمَنْ خافَ مقامَ رَبِّه جنَّتَان).
أي القيام بين يديه للحساب.
ومنه: (يَوْمَ يقوم الناسُ لربِّ العالمين).
وقيل قيام الله بأعماله، ومنه: (أفَمَنْ هو قائمٌ على كل نَفْسٍ بما كسَبتْ).
وأفهم المقام، كقولك: خفْت جانبَ فلان.
واختلف هل الجنّتان لكل خائف على انفراد، أو لصنف الخائفين، وذلك مبنيّ على قوله: لمنْ خاف، هل يُراد به واحد أو جماعة، وقال الزمخشري: إنما قال جنتان لأنه خطاب الثقَلَيْن، فكأنه قال جنة للإنس وجنّة للجن، والأَظهر هنا قول الصوفية: إنها جنَّة معجلة وهي التلذّذ بمناجاتهم مع مولاهم، وهي ألذّ عندهم من كل نعيم، وجنة مؤجّلة وهي المعلومة.
فإن قلت، ما معنى الحديث: إذا مات المؤمن أعطي نصف الجنة، وهل هو
موافق للآية؟