باختيارهم، ولم تضلوهم أنتم، ولأجل ذلك بَيّن هذا المعنى بقوله: (هم)
ليتحقق إسناد الضلال إليهم، وإنما سألهم الله تعالى هذا السؤال مع عِلْمِه بالأمور ليوبخ الكفارَ الذين عبدوهم.
(يكون لِزَاما).
أي يكون العذاب ثابتاً، وإنما أضمره وهو اسْمُ كان، لأنه جزاء التكذيب المتقدم.
واختلف هل يكون العذاب هنا القَتْل يوم بَدْر، أو عذاب الآخرة.
(يَضِيقُ صَدْرِي) :
بالرفع عطفاً على أخاف، أو استئناف.
وقرئ بالنصب عطفاً على يكذبون.
(يوم لا يَنْفَعُ)، وما بعده منقطع عن كلام إبراهيم، وهو من كلام الله تعالى.
ويحتمل أن يكون من كلام إبراهيم.
(يَنْبغي لهم وما يَسْتطِيعون).
أي لا يستطيعون من الكهانة، لأنهم منعوا من استراق السمع مُذْ بعث نبينا - ﷺ - ولا يقدرون عليه.
فكيف يقولون إن هذا القرآن كهانة تنزلَتْ به الشياطين.
ولفظة (ينبغي) تارة تستعمل بمعنى لا يمكن، وبمعنى لا يليق.
(يَهيمون)، استعارة وتمثيل.
والمعنى أن الشعراء يذهبون في كل واد من الكلام الحقّ والباطل، ويفرطون في التجوّز حتى يخرجوا إلى الكذب.
(يسْتَصرخه).
أي يستغيث بموسى.
وذلك أنه لقيه قاتلُ القبطي بالأمس يقاتلُ رجلا آخر من القبط، فاستغاث بموسى لينصره كما نصره بالأمس، فعَظُم ذلك على موسى، وقال له: (إنك لَغَوِي مُبين).
(يَتَرَقَّبُ).
أي يتحسس هل يطلبه أحد، لأنه شاع خبره من الإسرائيلي الذي قال له: (أتريد أنْ تقْتُلني كما قتلْتَ نفساً بالأمس)، فلما


الصفحة التالية
Icon