أصبح رَآه أسود، فقال أعبدًا سائر الليلة، كأنه قَالَ: ألا أراني أسَرْت عبدًا منذ ليلتى. وقال آخر:
| أجخفا تميميًّا إِذَا فتنة خَبَتْ | وجُبْنًا إِذَا ما المشرفيّة سُلَّت «١» |
| أألبرق أم نارا لليلى بدت لنَا | بِمُنْخَرقٍ من سَارياتِ الجنائبِ |
| بَلِ البرقَ يبدو فِي ذرَى دفئية | يضيء نشاصًا مشمخرّ الْغَواربِ |
| ولو نارَ ليلى بالشريف بدت لنا | لحُبَّت إلينا نارُ من لَمْ يصاقِب |
ولو رأيتُ نار ليلى. وكذلك الآيتان الآخريان فِي قوله (أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ).
وقوله: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [٦٥] رفعت ما بعد (إلا) لأن فِي الَّذِي قبلها جحدًا وهو مرفوع. ولو نصبت كَانَ صوابًا. وَفِي إحدى القراءتين (ما فعلوهُ «٢» إلا قليلًا منهم) بالنصب. وَفِي قراءتنا بالرفع. وكل صواب، هَذَا إِذَا كَانَ الجحد الَّذِي قبل إلا مع أسماء معرفة «٣» فإذا كَانَ مع نكرة لَمْ يقولوا إلا الإتباع لِمَا قبل (إلّا) فيقولون: ما ذهب أحد إلّا
(١) الجخف أن يفتخر بأكثر مما عنده. والمشرفية: السيوف.
(٢) الآية ٦٦ سورة النساء وقراءة النصب لابن عامر
(٣) ش: «معروفة»
(٢) الآية ٦٦ سورة النساء وقراءة النصب لابن عامر
(٣) ش: «معروفة»