صار المؤنث والمذكر إلى التأنيث. فيقال: الْكِباش قد ذُبِّحن وذُبِّحت ومذبَّحات. ولا يَجوز مذبّحون. وإنَّما جازَ فِي الشمس والقمر والكواكب بالنون والياء لأنَّهم وُصفوا بأفاعيل الآدميين (ألا ترى «١» أن السجود والركوع لا يكون إلا من الآدميين فأُخرج فعلهم على فعال الآدميَّين) ومثله (وَقالُوا «٢» لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) فكأنَّهم خاطبوا رجالًا إذ كلمتهم وكلّموها.
وكذلك (يا أَيُّهَا «٣» النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) فَمَا أتاكَ مواقعًا لفعل الآدميين من غيرهم أجريته على هذا.
[قوله] «٤» (يا بُنَيَّ) و (يا بُنيِّ) «٥» لغتان، كقولك: يا أَبَتَ ويا أَبَتِ لأن مَن نصب أراد النُّدبة: يا أبتاهُ فحذفها.
وإذا تركت الْهَمْزَةَ من (الرُّؤْيَا) قالوا: الرّؤيا طلبًا «٦» للهمزة. وإذا كَانَ من شأنِهم تَحويل الْهَمْزَةِ: قالوا: لا تقصص رُيّاك فِي الكلام، فأمّا فِي القرآن فلا يَجوز لِمخالفة الكتاب. أنشدني أَبُو الجرَّاح:
لِعرض من الأعراض يُمسي حَمَامُه | ويُضحي على أفنانِهِ الغينِ يَهْتِفُ |
أحبّ إلى قلبي من الديك رُيَّة | وبابٍ إذا ما مال للغلق يَصرِف «٧» |
(٢) الآية ٢١ سورة فصلت.
(٣) الآية ١٨ سورة النمل.
(٤) الفتح لحفص والكسر للباقين.
(٥) الفتح لحفص والكسر للباقين.
(٦) أي مراعاة لها كأنها موجودة، ومن ثم تجب القلب والإدغام.
(٧) العرض: الوادي فيه شجر. والغين جمع الغيناء وهى الخضراء من الشجر وهو بدل من (أفنانه) و (يصرف) :
يصوت. وقوله: (رية) فى اللسان (عرض) :«رنة» ولا شاهد فيه.
(٨) هو ما يسمى فى كتب النحو بالإشمام وهو أن تأتى بحركة بين الضمة والكسرة.