وأنْكرتْني، وما كَانَ الَّذِي نَكِرتْ | من الحوادثِ إلَّا الشيبَ والصَّلَعا «١» |
تكفتهم أحياء عَلَى ظهرها فِي بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتًا فِي بَطنها، أي: تحفظهم وتحرزهم. ونصبك الأحياءَ والأموات بوقوع الكفات عَلَيْهِ، كأنك قلت: ألم نجعل الأرض كفاتَ أحياءٍ، وأمواتٍ، فإذا نونت نصبت- كما يقرأ من قَرَأَ: «أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً» «٢»، وكما يقرأ: «فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ «٣» »، ومثله: «فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ «٤» » [١٢١/ ب].
وقوله عزَّ وجلَّ: إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (٣٠).
يُقال: إنه يخرج لسانٌ من النار، فيحيط بهم كالسرادق ثُمَّ يتشعب مِنْهُ ثلاث شعب من دخان فيظلهم، حتَّى يفرغ من حسابهم إلى النار.
وقوله عز وجل: كَالْقَصْرِ (٣٢) يريد: القصر من قصور مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان، قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ «٥» »، معناه: الأدبار، وكأن القرآن نزل عَلَى ما يَستحب العرب من موافقة المقاطع، ألا ترى أَنَّهُ قال: «إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ «٦» »، فثقل فى (اقتربت) لأن آياتها مثقلة، قَالَ:
«فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً «٧» ». فاجتمع القراء عَلَى تثقيل الأول، وتخفيف هَذَا، ومثله: «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ «٨» »، وقال: «جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً «٩» » فأجريت رءوس الآيات على هذه المجاري، وهو أكثر من أن «١٠» يضبطه الكتاب، ولكنك تكتفى بهذا منه إن شاء الله.
(١) من قصيدة فى مدح: هوذة بن على الجعفي، الديوان: ١٠١.
(٢) الآيتان: ١٤، ١٥ من سورة البلد.
(٣) سورة المائدة، الآية ٩٥. [.....]
(٤) سورة البقرة، الآية ١٨٤. وقد وردت الآية فيما بين أيدينا من النسخ «أو فدية» وهو خطأ.
(٥) سورة القمر، الآية: ٤٥.
(٦) سورة القمر، الآية: ٦.
(٧) سورة الطلاق: الآية: ٨.
(٨) سورة الرحمن: الآية: ٥.
(٩) سورة النبأ: الآية: ٣٦.
(١٠) فى ش: من يضبطه، سقط.
(٢) الآيتان: ١٤، ١٥ من سورة البلد.
(٣) سورة المائدة، الآية ٩٥. [.....]
(٤) سورة البقرة، الآية ١٨٤. وقد وردت الآية فيما بين أيدينا من النسخ «أو فدية» وهو خطأ.
(٥) سورة القمر، الآية: ٤٥.
(٦) سورة القمر، الآية: ٦.
(٧) سورة الطلاق: الآية: ٨.
(٨) سورة الرحمن: الآية: ٥.
(٩) سورة النبأ: الآية: ٣٦.
(١٠) فى ش: من يضبطه، سقط.