وقال غيره: جُبُلًّا جمع جِبِلَّة، ومنه قوله عزّ وجل: وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ [الشعراء/ ١٨٤]، أي: المجبولين على أحوالهم التي بنوا عليها، وسبلهم التي قيّضوا لسلوكها المشار إليها بقوله تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ [الإسراء/ ٨٤]، وجَبِلَ: صار كالجبل في الغلظ.
جَبن
قال تعالى: وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ
[الصافات/ ١٠٣]، فالجَبِينَان جانبا الجبهة، والجُبْن: ضعف القلب عمّا يحق أن يقوى عليه. ورجل جَبَان وامرأة جبان، وأَجْبَنْتُهُ: وجدته جبانا «١» وحكمت بجبنه، والجُبْنُ: ما يؤكل. وتَجَبَّنَ اللبن: صار كالجبن.
جبه
الجَبْهَة: موضع السجود من الرأس، قال الله تعالى: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ [التوبة/ ٣٥]، والنّجم يقال له: جبهة تصورا أنه كالجبهة للمسمّى بالأسد، ويقال لأعيان الناس جبهة، وتسميتهم بذلك كتسميتهم بالوجوه، وروي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس في الجبهة صدقة» «٢» أي: الخيل.
جبى
يقال: جَبَيْتُ الماء في الحوض: جمعته، والحوض الجامع له: جَابِيَة، وجمعها جَوَابٍ.
قال الله تعالى: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ [سبأ/ ١٣]، ومنه استعير: جبيت الخراج جِبَايَةً، ومنه قوله تعالى: يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ [القصص/ ٥٧]، والاجتباء: الجمع على طريق الاصطفاء. قال عزّ وجل: فَاجْتَباهُ رَبُّهُ [القلم/ ٥٠]، وقال تعالى: وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا: لَوْلا اجْتَبَيْتَها [الأعراف/ ٢٠٣]، أي:
يقولون: هلّا جمعتها، تعريضا منهم بأنك تخترع هذه الآيات وليست من الله.
واجتباء الله العبد: تخصيصه إياه بفيض إلهيّ يتحصل له منه أنواع من النعم بلا سعي من العبد، وذلك للأنبياء وبعض من يقاربهم من الصديقين والشهداء، كما قال تعالى: وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ [يوسف/ ٦]، فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ [القلم/ ٥٠]،
(٢) الحديث عن عليّ بن أبي طالب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: «ليس في الخضراوات صدقة، ولا في العرايا صدقة ولا في أقلّ من خمسة أوسق صدقة، ولا في العوامل صدقة، ولا في الجبهة صدقة». أخرجه الدارقطني، وفيه الصقر بن حبيب وأحمد بن الحارث، وكلاهما ضعيف.
وله طرق أخرى، وقال البيهقي: وهذه الأحاديث يشدّ بعضها بعضا. انظر: سنن الدارقطني ٢/ ٩٥، والدر المنثور ٢/ ٥١.