زوجها هو الذي أحصنها، والْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ [النساء/ ٢٤] بعد قوله: حُرِّمَتْ [النساء/ ٢٣]، بالفتح لا غير، وفي سائر المواضع بالفتح والكسر، لأنّ اللواتي حرم التزوج بهن المزوّجات دون العفيفات، وفي سائر المواضع يحتمل الوجهين.
حصل
التحصيل: إخراج اللبّ من القشور، كإخراج الذهب من حجر المعدن، والبرّ من التّبن. قال الله تعالى: وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ [العاديات/ ١٠]، أي: أظهر ما فيها وجمع، كإظهار اللبّ من القشر وجمعه، أو كإظهار الحاصل من الحساب، وقيل للحثالة: الحصيل، وحَصِلَ الفرس: إذا اشتكى بطنه عن أكله «١»، وحوصلة الطير: ما يحصل فيه الغذاء.
حصا
الإحصاء: التحصيل بالعدد، يقال: قد أحصيت كذا، وذلك من لفظ الحصا، واستعمال ذلك فيه من حيث إنهم كانوا يعتمدونه بالعدّ كاعتمادنا فيه على الأصابع، قال الله تعالى:
وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً
[الجن/ ٢٨]، أي: حصّله وأحاط به. وقال صلّى الله عليه وسلم: «من أحصاها دخل الجنّة» «٢» وقال: «نفس تنجيها خير لك من إمارة لا تحصيها» «٣» أي: تريحها من العذاب، أي: أن تشتغل بنفسك خير لك من أن تشتغل بالإمارة.
وقال تعالى: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ [المزمل/ ٢٠]، وروي: «استقيموا ولن تحصوا» «٤» أي: لن تحصلوا ذلك، ووجه تعذّر

(١) في المجمل ١/ ٢٣٧، وحصل الفراس: إذا اشتكى بطنه من أكل التراب.
(٢) الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إنّ لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحبّ الوتر».
أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبّان والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات.
انظر: الدر المنثور ٣/ ٦١٣، والأسماء والصفات ص ١٣، وسنن ابن ماجة ٢/ ١٢٦٩، وفتح الباري ٥/ ٢٦٢ في الشروط، ومسلم (٢٦٧٧)، والمسند ٢/ ٢٥٨.
(٣) الحديث عن عبد الله بن عمر قال: جاء حمزة بن عبد المطلب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، اجعلني على شيء أعيش به، فقال رسول الله: «يا حمزة نفسك تحييها أحبّ إليك أم نفس تميتها» ؟ قال: بل نفس أحييها، قال: «عليك بنفسك» أخرجه أحمد في مسنده ٢/ ١٧٥ وفي إسناده ابن لهيعة، وانظر الترغيب والترهيب. [.....]
(٤) الحديث عن ثوبان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن». الحديث صحيح، أخرجه مالك في الموطأ ١/ ٣٤ في الطهارة، وأحمد في مسنده ٥/ ٢٨٠، وابن ماجة ١/ ١٠١، والحاكم في المستدرك ١/ ١٣٠، وانظر: شرح السنة ١/ ٣٢٧.


الصفحة التالية
Icon