عمران/ ٢٠٠]، فالمرابطة ضربان: مرابطة في ثغور المسلمين، وهي كمرابطة النّفس البدن، فإنها كمن أقيم في ثغر وفوّض إليه مراعاته، فيحتاج أن يراعيه غير مخلّ به، وذلك كالمجاهدة وقد قال عليه السلام: «من الرِّبَاطِ انتظار الصّلاة بعد الصّلاة» «١»، وفلان رَابِطُ الجأش: إذا قوي قلبه، وقوله تعالى: وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ
[الكهف/ ١٤]، وقوله: لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها [القصص/ ١٠]، وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ
[الأنفال/ ١١]، فذلك إشارة إلى نحو قوله: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ ٤]، وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ [المجادلة/ ٢٢]، فإنّه لم تكن أفئدتهم كما قال: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [إبراهيم/ ٤٣]، وبنحو هذا النّظر قيل: فلان رابط الجأش.
ربع
أربعة، وأربعون، وربع، ورباع كلّها من أصل واحد، قال الله تعالى: ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ
[الكهف/ ٢٢]، وأَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ
[المائدة/ ٢٦]، وقال:
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [البقرة/ ٥١]، وقال: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ
[النساء/ ١٢]، وقال:
مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
[النساء/ ٣]، ورَبَعْتُ القومَ أَرْبَعُهُمْ: كنت لهم رابعا، وأخذت ربع أموالهم، ورَبَعْتُ الحبلَ: جعلته على أربع قوى، والرِّبْعُ من أظماء الإبل، والحمّى «٢»، وأَرْبَعَ إِبِلَهُ: أوردها رِبْعاً، ورجل مربوع، ومُرْبَع:
أخذته حمّى الرّبع. والأربعاء في الأيّام رابع الأيّام من الأحد، والرّبيع: رابع الفصول الأربعة. ومنه قولهم: رَبَعَ فلان وارْتَبَعَ: أقام في الربيع، ثم يتجوّز به في كلّ إقامة، وكلّ وقت، حتى سمّي كلّ منزل ربعا، وإن كان ذلك في الأصل مختصّا بالرّبيع. والرُّبَعُ، والرُّبَعِيّ: ما نتج في الرّبيع، ولمّا كان الرّبيع أولى وقت الولادة وأحمده استعير لكلّ ولد يولد في الشّباب فقيل:
١٧٨-
أفلح من كان له رَبَعِيُّون
«٣»
بلى يا رسول الله، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط». أخرجه مالك ١/ ٣٢٦، ومسلم، والنسائي ١/ ٩٠، وانظر:
الترغيب والترهيب ١/ ٩٧.
(٢) الرّبع في الحمّى: إتيانها في اليوم الرابع.
(٣) هذا عجز بيت، وشطره:
إنّ بنيّ صبية صيفيّون
وهو لسعد بن مالك بن ضبيعة، وقيل: لأكثم بن صيفي، وهو الأشهر.
والرجز في اللسان (ربع)، والمجمل ٢/ ٤١٥، والنوادر ص ٨٧، والحيوان ١/ ١٠٩.