وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ [المجادلة/ ٧]، وقال تعالى: وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ [الكهف/ ٢٢]، ويقال: لا أفعل كذا سَدِيسَ عجيس، أي: أبدا «١»، والسُّدُوسُ: الطّيلسان، والسّندس: الرّقيق من الدّيباج، والإستبرق:
الغليظ منه.
سرر
الْإِسْرَارُ: خلاف الإعلان، قال تعالى: سِرًّا وَعَلانِيَةً [إبراهيم/ ٣١]، وقال تعالى:
وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ
[التغابن/ ٤]، وقال تعالى: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ
[الملك/ ١٣]، ويستعمل في الأعيان والمعاني، والسِّرُّ هو الحديث المكتم في النّفس. قال تعالى: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى [طه/ ٧]، وقال تعالى: أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ [التوبة/ ٧٨]، وسَارَّهُ: إذا أوصاه بأن يسرّه، وتَسَارَّ القومُ، وقوله: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ
[يونس/ ٥٤]، أي:
كتموها «٢» وقيل: معناه أظهروها بدلالة قوله تعالى:
يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا [الأنعام/ ٢٧]، وليس كذلك، لأنّ النّدامة التي كتموها ليست بإشارة إلى ما أظهروه من قوله: يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا [الأنعام/ ٢٧]، وأَسْرَرْتُ إلى فلان حديثا: أفضيت إليه في خفية، قال تعالى: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُ
[التحريم/ ٣]، وقوله: تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة/ ١]، أي: يطلعونهم على ما يسرّون من مودّتهم، وقد فسّر بأنّ معناه:
يظهرون «٣»، وهذا صحيح، فإنّ الإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يفضى إليه بالسّرّ، وإن كان يقتضي إخفاءه عن غيره، فإذا قولهم أسررت إلى فلان يقتضي من وجه الإظهار، ومن وجه الإخفاء، وعلى هذا قوله: وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً
[نوح/ ٩]. وكنّي عن النكاح بالسّرّ من حيث إنه يخفى، واستعير للخالص، فقيل:
هو من سرّ قومه «٤»، ومنه: سِرُّ الوادي وسِرَارَتُهُ، وسُرَّةُ البطن: ما يبقى بعد القطع، وذلك لاستتارها بعكن البطن، والسُّرُّ والسُّرَرُ يقال لما يقطع منها. وأَسِرَّةُ الرّاحة، وأَسَارِيرُ الجبهة، لغضونها، والسَّرَارُ، اليوم الذي يستتر فيه القمر آخر الشهر. والسُّرُورُ: ما ينكتم من الفرح، قال

(١) انظر: اللسان (عجس)، والمجمل ٢/ ٤٩٣.
(٢) وهو قول الفرّاء في معاني القرآن له ١/ ٤٦٩.
(٣) وهذا مرويّ عن أبي عبيدة وقطرب، وقد ذكره ابن الأنباري في الأضداد.
وقال شمّر: وما قال غير أبي عبيدة في قوله: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ أي: أظهروها. قال: ولم أسمع ذلك لغيره.
قال الأزهري: وأهل اللغة أنكروا قول أبي عبيدة أشدّ الإنكار. انظر: اللسان (سرر)، ومجاز القرآن ٢/ ٣٤، وأضداد ابن الأنباري ص ٤٥، وعمدة الحفاظ: سرّ، والمجمل ٢/ ٤٥٨.
(٤) راجع: اللسان (سرر).


الصفحة التالية
Icon