ممّا كان ممتنعا، وفي الشّرع: تناول الحيوانات الممتنعة ما لم يكن مملوكا، والمتناول منه ما كان حلالا، وقد يسمّى المَصِيدُ صَيْداً بقوله: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ [المائدة/ ٩٦]، أي: اصْطِيَادُ ما في البحر، وأما قوله: لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ
[المائدة/ ٩٥]، وقوله: وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا
[المائدة/ ٢]، وقوله: غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ [المائدة/ ١]، فإنّ الصَّيْدَ في هذه المواضع مختصّ بما يؤكل لحمه فيما قال بدلالة ما روي: «خمسة يقتلهنّ المحرم في الحلّ والحرم: الحيّة والعقرب والفأرة والذّئب والكلب العقور» «١» والأَصْيَدُ: من في عنقه ميل، وجعل مثلا للمتكبّر. والصِّيدَانُ برامُ الأحجارِ، قال:
٢٨٧-
وسود من الصِّيدَانِ فيها مذانب
«٢» وقيل له: صَادٌ، قال:
٢٨٨-
رأيت قدورَ الصَّادِ حول بيوتنا
«٣» وقيل في قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ [ص/ ١]، هو الحروف، وقيل: تلقّه بالقبول، من:
صَادَيْتُ كذا، والله أعلم.
صور
الصُّورَةُ: ما ينتقش به الأعيان، ويتميّز بها غيرها، وذلك ضربان: أحدهما محسوس يدركه الخاصّة والعامّة، بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوان، كَصُورَةِ الإنسانِ والفرس، والحمار بالمعاينة، والثاني: معقول يدركه الخاصّة دون العامّة، كالصُّورَةِ التي اختصّ الإنسان بها من العقل، والرّويّة، والمعاني التي خصّ بها شيء بشيء، وإلى الصُّورَتَيْنِ أشار بقوله تعالى: ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ
[الأعراف/ ١١]، وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
[غافر/ ٦٤]، وقال: فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ
[الانفطار/ ٨]، يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ
[آل عمران/ ٦]، وقال عليه السلام: «إنّ الله خلق آدم على صُورَتِهِ» «٤» فَالصُّورَةُ أراد بها ما خصّ الإنسان بها من الهيئة المدركة بالبصر والبصيرة، وبها فضّله

(١) الحديث عن عائشة عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «خمس فواسق يقتلن في الحلّ والحرم: الحيّة، والغراب الأبقع، والفأرة، والكلب العقور، والحدّيا» أخرجه مسلم ١١٩٨ في الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله، وأحمد ٦/ ٣٣.
(٢) هذا شطر بيت، وعجزه:
نضار إذا لم نستفدها نعارها
وهو في ديوان الهذليين ١/ ٢٧، والمجمل ٢/ ٥٤٧، وأساس البلاغة ص ٢٦٣.
(٣) هذا شطر بيت، وعجزه:
قنابل دهما في المحلّة صيّما
وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٢٢٠، والمجمل ٢/ ٥٤٧، وأساس البلاغة ص ٢٦٣.
(٤) الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإنّ الله خلق آدم على صورته» أخرجه أحمد ٢/ ٢٤٤.
وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «خلق الله تعالى آدم على صورته، طوله ستون ذراعا... » إلخ. أخرجه البخاري في الأنبياء، باب خلق آدم ٦/ ٣٦٢، ومسلم في الجنة برقم (٢٨٤١).


الصفحة التالية
Icon