المعنى قَصَدَ مَن قال: الضَّحِكُ يَختصُّ بالإنسان، وليس يوجد في غيره من الحيوان، قال: ولهذا المعنى قال تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى
[النجم/ ٤٣]، وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ
[هود/ ٧١]، وضَحِكُهَا كان للتّعجّب بدلالة قوله: أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [هود/ ٧٣]، ويدلّ على ذلك أيضا قوله: أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ إلى قوله: عَجِيبٌ [هود/ ٧٢]، وقول من قال: حاضت، فليس ذلك تفسيرا لقوله: فَضَحِكَتْ كما تصوّره بعض المفسّرين «١»، فقال: ضَحِكَتْ بمعنى حاضت، وإنّما ذكر ذلك تنصيصا لحالها، وأنّ الله تعالى جعل ذلك أمارة لما بشّرت به، فحاضت في الوقت ليعلم أنّ حملها ليس بمنكر، إذ كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها تحبل، وقول الشاعر في صفة روضة:
٢٩٢-
يُضَاحِكُ الشمسَ منها كوكب شرِقٌ
«٢» فإنّه شبّه تلألؤها بِالضَّحِكِ، ولذلك سمّي البرق العارض ضَاحِكاً، والحجر يبرق ضَاحِكاً، وسمّي البلح حين يتفتَّقُ ضَاحِكاً، وطريقٌ ضَحُوكٌ: واضحٌ، وضَحِكَ الغديرُ: تلألأ من امتلائه، وقد أَضْحَكْتُهُ.
ضحى
الضُّحَى: انبساطُ الشمس وامتداد النهار، وسمّي الوقت به. قال الله عزّ وجل: وَالشَّمْسِ وَضُحاها
[الشمس/ ١]، إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها [النازعات/ ٤٦]، وَالضُّحى وَاللَّيْلِ [الضحى/ ١- ٢]، وَأَخْرَجَ ضُحاها [النازعات/ ٢٩]، وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى
[طه/ ٥٩]، وضَحَى يَضْحَى: تَعَرَّضَ للشمس.
قال: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى
[طه/ ١١٩]، أي: لك أن تتصوّن من حرّ الشمس، وتَضَحَّى: أَكَلَ ضُحًى، كقولك: تغدّى، والضَّحَاءُ والغداءُ لطعامهما، وضَاحِيَةُ كلِّ شيءٍ:
ناحيتُهُ البارزةُ، وقيل للسماء: الضَّوَاحِي وليلة إِضْحِيَانَةٌ، وضَحْيَاءُ: مُضيئةٌ إضاءةَ الضُّحَى.
والأُضْحِيَّةُ جمعُها أَضَاحِي وقيل: ضَحِيَّةٌ
حاضت، وقال: إنّه قد جاء في التفسير؟ فقال: ليس في كلام العرب، والتفسير مسلّم لأهل التفسير، فقال له:
فأنت أنشدتنا:
تضحك الضبع لقتلى هذيل | وترى الذئب بها يستهلّ |
(٢) هذا شطر بيت، وعجزه:
مؤزّر بعميم النبت مكتهل
وهو للأعشى في ديوانه ص ١٤٥، وأساس البلاغة ص ٢٦٦.