[البقرة/ ٢٠٦]، وقال: تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ
[آل عمران/ ٢٦]. يقال: عَزَّ عَلَيَّ كذا: صَعُبَ، قال: عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ
[التوبة/ ١٢٨]، أي: صَعُبَ، وعَزَّهُ كذا: غلبه، وقيل: من عَزَّ بَزَّ «١» أي: من غلب سلب. قال تعالى: وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ
[ص/ ٢٣]، أي: غلبني، وقيل: معناه: صار أَعَزَّ مني في المخاطبة والمخاصمة، وعَزَّ المطرُ الأرضَ:
غلبها، وشاة عَزُوزٌ: قَلَّ دَرُّهَا، وعَزَّ الشيءُ: قَلَّ اعتبارا بما قيل: كلّ موجود مملول، وكلّ مفقود مطلوب، وقوله: إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ
[فصلت/ ٤١]، أي: يصعب مناله ووجود مثله، والعُزَّى:
صَنَمٌ «٢». قال: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى [النجم/ ١٩]، واسْتَعَزَّ بفلان: إذا غلب بمرض أو بموت.
عزب
العَازِبُ: المتباعد في طلب الكلإ عن أهله، يقال: عَزَبَ يَعْزُبُ ويَعْزِبُ «٣». قال تعالى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ
[يونس/ ٦١]، لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ/ ٣]. يقال: رجلٌ عَزَبٌ، وامرأةٌ عَزَبَةٌ، وعَزَبَ عنه حِلْمُهُ، وعَزَبَ طهْرُهَا: إذا غاب عنها زوجها، وقومٌ مُعَزَّبُونَ: عَزَبَتْ إبلُهُم. وروي: «من قرأ القرآن في أربعين يوما فقد عَزَبَ» «٤». أي: بَعُدَ عَهْدُهُ بالخَتْمَةِ.
عزر
التَّعْزِيرُ: النّصرة مع التّعظيم. قال تعالى:
وَتُعَزِّرُوهُ
[الفتح/ ٩]، وقال عزّ وجلّ وَعَزَّرْتُمُوهُمْ
[المائدة/ ١٢]، والتَّعْزِيرُ:
ضربٌ دون الحدّ، وذلك يرجع إلى الأوّل، فإنّ ذلك تأديب، والتّأديب نصرة ما لكن الأوّل نصرة بقمع ما يضرّه عنه، والثاني: نصرة بقمعه عمّا يضرّه. فمن قمعته عما يضرّه فقد نصرته. وعلى هذا الوجه قال صلّى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قال: أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ فقال: كفّه عن الظّلم» «٥».
وعُزَيْرٌ في قوله: وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ [التوبة/ ٣٠]، اسمُ نبيٍّ.
عزل
الاعْتِزَالُ: تجنّب الشيء عمالة كانت أو

(١) انظر: البصائر ٤/ ٦٢، واللسان (عزّ)، والأمثال ص ١١٣.
(٢) العزى صنم لقريش، بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بعد فتح مكة فهدمها. انظر: الدر المنثور ٧/ ٦٥٢.
(٣) انظر: الأفعال ١/ ٢١٤، والبصائر ٤/ ٦٠.
(٤) الحديث في النهاية ٣/ ٢٢٧، والفائق ٢/ ٤٢٦، وغريب الحديث لابن قتيبة ٣/ ٧٦٠.
(٥) عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، قيل: يا رسول الله، نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: «تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه» أخرجه البخاري في المظالم ٥/ ٩٨، ومسلم في البر والصلة برقم (٢٥٨٤).


الصفحة التالية
Icon