فسد
الفَسَادُ: خروج الشيء عن الاعتدال، قليلا كان الخروج عنه أو كثيرا، ويضادّه الصّلاح، ويستعمل ذلك في النّفس، والبدن، والأشياء الخارجة عن الاستقامة، يقال: فَسَدَ فَسَاداً وفُسُوداً «١»، وأَفْسَدَهُ غيره. قال تعالى: لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ [المؤمنون/ ٧١]، لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا [الأنبياء/ ٢٢]، ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [الروم/ ٤١]، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ [البقرة/ ٢٠٥]، وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ [البقرة/ ١١]، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ
[البقرة/ ١٢]، لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [البقرة/ ٢٠٥]، إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها
[النمل/ ٣٤]، إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [يونس/ ٨١]، وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ [البقرة/ ٢٢٠].
فسر
[الفَسْرُ: إظهار المعنى المعقول، ومنه قيل لما ينبئ عنه البول: تَفْسِرَةٌ، وسمّي بها قارورة الماء] «٢» والتَّفْسِيرُ في المبالغة كالفسر، والتَّفْسِيرُ قد يقال فيما يختصّ بمفردات الألفاظ وغريبها، وفيما يختصّ بالتأويل، ولهذا يقال: تَفْسِيرُ الرّؤيا وتأويلها. قال تعالى: وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان/ ٣٣].
فسق
فَسَقَ فلان: خرج عن حجر الشّرع، وذلك من قولهم: فَسَقَ الرُّطَبُ، إذا خرج عن قشره «٣»، وهو أعمّ من الكفر. والفِسْقُ يقع بالقليل من الذّنوب وبالكثير، لكن تعورف فيما كان كثيرا، وأكثر ما يقال الفَاسِقُ لمن التزم حكم الشّرع وأقرّ به، ثمّ أخلّ بجميع أحكامه أو ببعضه، وإذا قيل للكافر الأصليّ: فَاسِقٌ، فلأنّه أخلّ بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة، قال الله تعالى: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
[الكهف/ ٥٠]، فَفَسَقُوا فِيها
[الإسراء/ ١٦]، وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ
[آل عمران/ ١١٠]، وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [النور/ ٤]، أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً [السجدة/ ١٨]، وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [النور/ ٥٥]، أي: من يستر نعمة الله فقد خرج عن طاعته، وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ [السجدة/ ٢٠]، وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ
[الأنعام/ ٤٩]، وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ [المائدة/ ١٠٨]، إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ
(٢) ما بين [] نقله الزركشي في البرهان ٢/ ١٤٨.
(٣) وهذا قول الفرّاء. انظر تفسير الرازي ٢/ ١٤٧.