لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً [النساء/ ٤٢] هو أن تنطق جوارحهم.
كثب
قال تعالى: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا
[المزمل/ ١٤] أي: رملا متراكما، وجمعه:
أَكْثِبَةٌ، وكُثُبٌ، وكُثْبَانٌ، والْكَثِيبَةُ: القليل من اللّبن، والقطعة من التّمر، سمّيت بذلك لاجتماعها، وكَثَبَ: إذا اجتمع، والْكَاثِبُ:
الجامع، والتَّكْثِيبُ: الصّيد إذا أمكن من نفسه، والعرب تقول: أَكْثَبَكَ الصّيدُ فارمه «١»، وهو من الْكَثْبِ، أي: القُرْبِ.
كثر
قد تقدّم أنّ الْكِثْرَةَ والقلّة يستعملان في الكمّيّة المنفصلة كالأعداد «٢». قال تعالى: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً
[المائدة/ ٦٤]، وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ
[المؤمنون/ ٧٠]، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ [الأنبياء/ ٢٤]، قال: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
[البقرة/ ٢٤٩]، وقال:
وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً [النساء/ ١]، وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ [البقرة/ ١٠٩] إلى آيات كثيرة، وقوله: بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ [ص/ ٥١] فإنه جعلها كثيرة اعتبارا بمطاعم الدّنيا، وليست الْكَثْرَةُ إشارة إلى العدد فقط بل إلى الفضل، ويقال: عدد كَثِيرٌ وكُثَارٌ وكَاثِرٌ: زائد، ورجل كَاثِرٌ: إذا كان كَثِيرَ المال، قال الشاعر:
٣٨٢-
ولست بالأكثر منهم حصى... وإنما العزة للكاثر
«٣» والْمُكَاثَرَةُ والتّكَاثُرُ: التّباري في كثرة المال والعزّ. قال تعالى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ [التكاثر/ ١] وفلان مَكْثُورٌ، أي: مغلوب في الكثرة، والمِكْثَارُ متعارف في كثرة الكلام، والكَثَرُ:
الجمّار الكثير، وقد حكي بتسكين الثاء، وروي:
«لا قطع في ثمر ولا كَثْرٍ» «٤» وقوله: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ
[الكوثر/ ١] قيل: هو نهر في الجنّة يتشعّب عنه الأنهار، وقيل: بل هو الخير العظيم الذي أعطاه النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وقد يقال للرّجل السّخيّ: كَوْثَرٌ، ويقال: تَكَوْثَرَ الشيءُ: كَثُرَ كَثْرَةً متناهية، قال الشاعر:
٣٨٣-
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا
«٥»
(٢) راجع مادة (كبر).
(٣) البيت تقدّم في مادة (قلّ).
(٤) الحديث عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «لا قطع في ثمر ولا كثر» أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٤٦٣، ومالك في الموطأ ٢/ ٨٣٩، والنسائي ٨/ ٨٧. وهو حديث منقطع لكن له متابعات.
(٥) هذا عجز بيت، وصدره:
أبوا أن يبيحوا جارهم لعدوهم
وهو لحسان بن نشيبة، والبيت في اللسان (كثر)، وأساس البلاغة (كثر)، وشرح الحماسة ١/ ١٧٧.