[طه/ ٨٧]، قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ
[الأعراف/ ١١٥]، وقال تعالى: قالَ أَلْقُوا
[الأعراف/ ١١٦]، قالَ: أَلْقِها يا مُوسى فَأَلْقاها
[طه/ ١٩- ٢٠]، وقال: فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ [طه/ ٣٩]، وَإِذا أُلْقُوا مِنْها [الفرقان/ ١٣]، كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ [الملك/ ٨]، وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ [الانشقاق/ ٤] وهو نحو قوله: وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ [الانفطار/ ٤]، ويقال: ألقيت إليك قولا، وسلاما، وكلاما، ومودّة. قال تعالى:
تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة/ ١]، فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ [النحل/ ٨٦]، وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ [النحل/ ٨٧]، وقوله:
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا
[المزمل/ ٥] فإشارة إلى ما حمّل من النّبوّة والوحي، وقوله:
أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق/ ٣٧]، فعبارة عن الإصغاء إليه، وقوله: فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً [طه/ ٧٠] فإنما قال: «أُلْقِيَ» تنبيها على أنه دهمهم وجعلهم في حكم غير المختارين.
لمَ
تقول: لَمَمْتُ الشيء: جمعته وأصلحته، ومنه: لَمَمْتُ شعثه. قال تعالى: وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا
[الفجر/ ١٩] واللَّمَمُ: مقاربة المعصية، ويعبّر به عن الصّغيرة، ويقال: فلان يفعل كذا لَمَماً. أي: حينا بعد حين، وكذلك قوله: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ [النجم/ ٣٢] وهو من قولك:
أَلْمَمْتُ بكذا. أي: نزلت به، وقاربته من غير مواقعة، ويقال: زيارته إِلْمَامٌ. أي: قليلة.
وَ «لَمْ» نفي للماضي وإن كان يدخل على الفعل المستقبل، ويدخل عليه ألف الاستفهام للتّقرير. نحو: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً [الشعراء/ ١٨]، أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى [الضحى/ ٦].
لَمَّا يستعمل على وجهين:
أحدهما: لنفي الماضي وتقريب الفعل.
نحو: وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا
[آل عمران/ ١٤٢].
والثاني: عَلَماً للظّرف نحو: فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ
[يوسف/ ٩٦] أي: في وقت مجيئه، وأمثلتها تكثر.
لمح
اللَّمْحُ: لمعان البرق، ورأيته لَمْحَةَ البرق.
قال تعالى: كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ
[القمر/ ٥٠] ويقال: لأرينّك لَمْحاً باصرا «١». أي: أمرا واضحا.

(١) هذا مثل يضرب للتوعد والتهدد. انظر: جمهرة الأمثال ٢/ ١٩٩، والمستقصى ٢/ ٢٣٧، والمجمل ٣/ ٧٩٤.


الصفحة التالية
Icon