يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
[النبأ/ ٤٠]، يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا [الفرقان/ ٢٧]، وقول الشاعر:
٤١٤-
وليلة ذات دجى سريت... ولم يلتني عن سراها ليت
«١» معناه: لم يصرفني عنه قولي: ليته كان كذا.
وأعرب «ليت» هاهنا فجعله اسما، كقول الآخر:
٤١٥-
إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء
«٢» وقيل: معناه: لم يلتني عن هواها لَائِتٌ.
أي: صارف، فوضع المصدر موضع اسم الفاعل.
لوح
اللَّوْحُ: واحد أَلْوَاحِ السّفينة. قال تعالى:
وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ [القمر/ ١٣] وما يكتب فيه من الخشب ونحوه، وقوله تعالى: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [البروج/ ٢٢] فكيفيّته تخفى علينا إلا بقدر ما روي لنا في الأخبار، وهو المعبّر عنه بالكتاب في قوله: إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج/ ٧٠] واللُّوحُ: العَطَشُ، ودابّة مِلْوَاحٌ: سريع العطش، واللُّوحُ أيضا، بضمّ اللام: الهواء بين السماء والأرض، والأكثرون على فتح اللام إذا أريد به العطش، وبضمّه إذا كان بمعنى الهواء، ولا يجوز فيه غير الضّمّ. ولَوَّحَهُ الحرّ: غيّره، ولَاحَ الحرّ لَوْحاً: حصل في اللوح، وقيل: هو مثل لمح. ولَاحَ البرق، وأَلَاحَ: إذا أومض، وأَلَاحَ بسيفه: أشار به.
لوذ
قال تعالى: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً
[النور/ ٦٣] هو من قولهم: لَاوَذَ بكذا يُلَاوِذُ لِوَاذاً ومُلَاوَذَةً: إذا استتر به. أي:
يستترون فيلتجئون بغيرهم فيمضون واحدا بعد واحد، ولو كان من: لَاذَ يَلُوذُ لقيل: لِيَاذاً إلّا أنّ اللِّوَاذَ هو فعال من: لاوذ. واللِّيَاذُ من فعل، واللَّوْذُ: ما يطيف بالجبل منه.
لوط
لُوطٌ: اسم علم، واشتقاقه من لَاطَ الشيء بقلبي يَلُوطُ لَوْطاً ولَيْطاً، وفي الحديث: «الولد أَلْوَطُ- أي: ألصق- بالكبد» «٣» وهذا أمر لا يَلْتَاطُ

(١) البيت لرؤبة بن العجاج، وهو في اللسان (ليت)، والمجمل ٣/ ٧٩٩.
(٢) هذا عجز بيت لأبي زبيد الطائي، وصدره:
ليت شعري وأين مني ليت
من أبيات له مطلعها:
ولقد متّ غير أني حيّ... يوم بانت بودّها خنساء
وهو في ديوانه ص ٥٧٨، والجمهرة ١/ ١٢٢، ومجمع الأمثال ٢/ ٣٧١.
(٣) وهذا من حديث أبي بكر رضي الله عنه، فقد قال: (إنّ عمر لأحبّ الناس إليّ، ثم قال: كيف قلت؟ قالت عائشة:
قلت: والله، إنّ عمر أحبّ الناس إليّ، فقال: للهم أعزّ، والولد ألوط). انظر: الفائق ٣/ ٣٣٤، والنهاية ٤/ ٢٧٧.


الصفحة التالية
Icon