المطلّقة لتنتفع به مدّة عدّتها. يقال: أَمْتَعْتُهَا ومَتَّعْتُهَا، والقرآن ورد بالثاني. نحو:
فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَ
[الأحزاب/ ٤٩]، وقال: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة/ ٢٣٦]. ومُتْعَةُ النّكاح هي: أنّ الرجل كان يشارط المرأة بمال معلوم يعطيها إلى أجل معلوم، فإذا انقضى الأجل فارقها من غير طلاق، ومُتْعَةُ الْحَجِّ: ضمّ العمرة إليه. قال تعالى: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ
[البقرة/ ١٩٦] وشراب مَاتِعٌ. قيل: أحمر، وإنما هو الذي يمتع بجودته، وليست الحمرة بخاصّيّة للماتع وإن كانت أحد أوصاف جودته، وجمل مَاتِعٌ: قويّ قيل:
٤١٩-
وميزانه في سورة البرّ مَاتِعٌ
«١» أي: راجح زائد.
متن
المَتْنَانِ: مكتنفا الصّلب، وبه شبّه المَتْنُ من الأرض، ومَتَنْتُهُ: ضربت متنه، ومَتُنَ: قَوِيَ متنُهُ، فصار متينا، ومنه قيل: حبل مَتِينٌ، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
[الذاريات/ ٥٨].
متى
مَتَى: سؤال عن الوقت. قال تعالى: مَتى هذَا الْوَعْدُ [يونس/ ٤٨]، ومَتى هذَا الْفَتْحُ [السجدة/ ٢٨] وحكي أنّ هذيلا تقول:
جعلته مَتَى كمّي «٢». أي: وسط كمي، وأنشدوا لأبي ذؤيب:
٤٢٠-

شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت متى لجج خضر لهنّ نئيج
«٣»
مثل
أصل المُثُولِ: الانتصاب، والمُمَثَّلُ:
المصوّر على مثال غيره، يقال: مَثُلَ الشيءُ.
أي: انتصب وتصوّر، ومنه قوله صلّى الله عليه وسلم: «من أحبّ أن يمثل له الرّجال فليتبوّأ مقعده من النّار» «٤».
والتِّمْثَالُ: الشيء المصوّر، وتَمَثَّلَ كذا: تصوّر.
(١) هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وصدره:
إلى خير دين نسكه قد علمته
وليس في ديوانه طبع دار صادر، وإنما هو في ديوانه صنعة ابن السكيت- تحقيق د. شكري فيصل ص ٥٢، وهو في المجمل ٣/ ٨٢٢، واللسان (متع).
(٢) قال ابن هشام: واختلف في قول بعضهم: «وضعته متى كمي» فقال ابن سيده: بمعنى في، وقال غيره: بمعنى وسط. انظر: مغني اللبيب ص ٤٤١، والجنى الداني ص ٤٦٨، والمجمل ٣/ ٨٢٣.
(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١/ ٥١، ومغني اللبيب ص ١٤٢، والمجمل ٣/ ٨٢٣.
(٤) عن ابن الزبير قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من أحبّ أن يمثل له عباد الله قياما فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه أحمد ٤/ ٩١، وأبو داود برقم (٥٢٢٩)، والترمذي، وقال: حديث حسن (انظر: عارضة الأحوذي ١٠/ ٢١٣).


الصفحة التالية
Icon