[البقرة/ ١٩٦]، هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ
[المائدة/ ٩٥]، وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ [المائدة/ ٢]، وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً [الفتح/ ٢٥].
والهَدِيَّةُ مختصّة باللُّطَف الذي يُهْدِي بعضنا إلى بعضٍ. قال تعالى: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ [النمل/ ٣٥]، بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ [النمل/ ٣٦] والمِهْدَى الطّبق الذي يهدى عليه، والْمِهْدَاءُ: من يكثر إِهْدَاءَ الهديّة، قال الشاعر:
٤٦٧-
وإنّك مهداء الخنا نطف الحشا
«١» والْهَدِيُّ يقال في الهدي، وفي العروس يقال:
هَدَيْتُ العروسَ إلى زوجها، وما أحسن هَدِيَّةَ فلان وهَدْيَهُ، أي: طريقته، وفلان يُهَادِي بين اثنين: إذا مشى بينهما معتمدا عليهما، وتَهَادَتِ المرأة: إذا مشت مشي الهدي.
هرع
يقال هَرِعَ وأَهْرَعَ: ساقه سوقا بعنف وتخويف. قال الله تعالى: وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ
[هود/ ٧٨] وهَرَعَ برمحه فَتَهَرَّعَ:
إذا أشرعه سريعا، والهَرِعُ: السّريع المشي والبكاء، قيل: والْهَرِيعُ والْهَرْعَةُ: القملة الصّغيرة.
هرت
قال تعالى: وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ
[البقرة/ ١٠٢] قيل: هما الملكان. وقال بعض المفسّرين: هما اسما شيطانين «٢» من الإنس أو الجنّ، وجعلهما نصبا بدلا من قوله تعالى: وَلكِنَّ الشَّياطِينَ بدل البعض من الكلّ كقولك: القوم قالوا إنّ كذا زيد وعمرو. والْهَرْتُ: سعة الشِّدْق، يقال: فرس هَرِيتُ الشِّدْق، وأصله من: هَرِتَ ثوبه: إذا مزّقه، ويقال: الْهَرِيتُ: المرأة المفضاة.
هرن
هَارُونُ اسم أعجميّ، ولم يرد في شيء من كلام العرب.
هزز
الْهَزُّ: التّحريك الشّديد، يقال: هَزَزْتُ الرّمح فَاهْتَزَّ وهَزَزْتُ فلانا للعطاء. قال تعالى: وَهُزِّي

(١) البيت يروى:
وإنّك مهداء الخنا نطف النثا شديد السباب رافع الصوت غالبه
وهو للحسيل بن عرفطة في البيان والتبيين ٣/ ٢٠٢، والحيوان ٣/ ٤٩٤.
(٢) وبهذا قال أبو مسلم الأصفهاني، وكذا القرطبي، حيث قال: وذلك أنّ اليهود قالوا: إنّ الله أنزل جبريل وميكائيل بالسحر، فنفى الله ذلك، وفي الكلام تقديم وتأخير. التقدير: وما كفر سليمان، وما أنزل على الملكين، ولكنّ الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، فهاروت وماروت بدل من الشياطين. وهذا أولى ما حملت عليه الآية.
ولم يرتض الألوسي هذا، فقال: وممّا يقضي منه العجب ما قاله القرطبي: إنّ هاروت وماروت بدل من الشياطين. وأعجب من هذا قوله: وهذا أولى ما حملت عليه الآية. انظر: تفسير الرازي ٣/ ٢٣٠، وتفسير القرطبي ٢/ ٥٠، وروح المعاني ١/ ٣٤٢.


الصفحة التالية
Icon