٢٤] «١» فوجود بالبصر والبصيرة، فقد كان منه مشاهدة بالبصر، واعتبار لحالها بالبصيرة، ولولا ذلك لم يكن له أن يحكم بقوله: وَجَدْتُها وَقَوْمَها الآية، وقوله: فَلَمْ تَجِدُوا ماءً
[النساء/ ٤٣]، فمعناه: فلم تقدروا على الماء، وقوله: مِنْ وُجْدِكُمْ
[الطلاق/ ٦]، أي:
تمكّنكم وقدر غناكم وقد يعبّر عن الغنى بالوجدان والجدة، وقد حكي فيه الوَجْد والوِجْد والوُجْد «٢»، ويعبّر عن الحزن والحبّ بالوَجْد، وعن الغضب بالمَوْجِدَة، وعن الضالّة بالوُجُود.
وقال بعضهم: الموجودات ثلاثة أضرب: موجود لا مبدأ له ولا منتهى، وليس ذلك إلا الباري تعالى، وموجود له مبدأ ومنتهى كالنّاس في النّشأة الأولى، وكالجواهر الدّنيويّة، وموجود له مبدأ، وليس له منتهى، كالنّاس في النّشأة الآخرة.
وجس
الوَجْس: الصّوت الخفيّ، والتَّوَجُّس:
التّسمّع، والإيجاس: وجود ذلك في النّفس.
قال تعالى: فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً
[الذاريات/ ٢٨] فالوَجْس قالوا: هو حالة تحصل من النّفس بعد الهاجس، لأنّ الهاجس مبتدأ التّفكير «٣»، ثم يكون الواجس الخاطر.
وجل
الوَجَل: استشعار الخوف. يقال: وَجِلَ يَوْجَلُ وَجَلًا، فهو وَجِلٌ. قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
[الأنفال/ ٢]، إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا لا تَوْجَلْ
[الحجر/ ٥٢- ٥٣]، وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ
[المؤمنون/ ٦٠].
وجه
أصل الوجه الجارحة. قال تعالى: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ
[المائدة/ ٦]، وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ [إبراهيم/ ٥٠] ولمّا كان الوجه أوّل ما يستقبلك، وأشرف ما في ظاهر البدن استعمل في مستقبل كلّ شيء، وفي أشرفه ومبدئه، فقيل: وجه كذا، ووجه النهار. وربّما
(٢) انظر اللسان: وجد.
(٣) مبادئ التفكير والقصد خمس، جمعها بعضهم فقال:
مراتب القصد خمس: هاجس ذكروا... فخاطر فحديث النّفس فاستمعا
يليه همّ فعزم، كلّها رفعت... سوى الأخير، ففيه الأخذ قد وقعا
فالخاطر هو الهاجس، والمراتب الأربعة الأولى لا يؤاخذ بها الإنسان، فقد وقع في العزم استحق الثواب أو العقاب. [.....]