﴿لنفسي﴾ كاف. وهو رأس الآية في الكوفي والشامي. ﴿في ذكري﴾ كاف. ومثله ﴿ولا تعذبهم﴾. وكذلك رؤوس الآي.
وقال قائل: ﴿في كتاب﴾ تام ثم تبتدئ ﴿لا يضل ربي﴾ أي: لا يهلك [ربي] ولا ينسى شيئاً. وقال غيره: ليس بتام، لأن قوله ((لا يضل)) نعت لـ ((كتاب))، والمعنى: لا يضله ربي ولا ينساه. وقيل: المعنى: لا يضل الكتاب عن ربي، أي: لا يذهب عنه علم شيء من الأشياء. والكتاب المتقدم ذكره فاعل يضل على هذا لأن الضلال يتعدى بـ ((عن)) كقوله ﴿وضلوا عن سواء السبيل﴾ فلما حذف ((عن)) وصل الفعل إلى المفعول به.
﴿من نبات شتى﴾ كاف. ومثله ﴿تارةً أخرى﴾ ومثله ﴿الناس ضحى﴾ ومثله ﴿فيسحتكم بعذاب﴾. وكذلك رؤوس الآي بعده.
﴿كيد ساحر﴾ كاف. ورأس الآية أكفى. ﴿والذي فطرنا﴾ كاف. ومثله ﴿ما أنت قاض﴾. ومثله ﴿الحياة الدنيا﴾. ﴿من السحر﴾ كاف. وقيل: تام. ﴿خيرٌ وأبقى﴾ تام. ومثله ﴿خالدين فيها﴾ ومثله ﴿من تزكى﴾ وهو أتم من الذي قبله. ﴿ولا تخشى﴾ تام.
ومن قرأ ﴿لا تخف دركاً﴾ بالجزم على جواب الأمر الذي هو قوله ﴿فاضرب﴾ لم يقف على قوله ﴿في البحر يبساً﴾. والتقدير: أن تضرب بهم طريقاً في البحر لا تخف دركاً من خلفك وأنت لا تخشى غرقاً من بين يديك. فالوقف على هذه القراءة على قوله ((لا تخف دركاً)) كاف إذا جعل ((لا تخشى)) منقطعاً مما قبله كما قال عز وجل ﴿وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون﴾. ومن قرأ ((لا تخاف)) بالرفع، فله تقديران: أحدهما أن يجعل حالاً من فاعل


الصفحة التالية
Icon